اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب أمس فعالياته بسلام، على الرغم من المداهمة التي قام بها مجموعة من المحتسبين على فندق مداريم الذي يقيم فيه ضيوف المعرض من المثقفين السعوديين، وفيه أيضاً تعقد فعاليات المقهى الثقافي، وحين داهم هؤلاء المحتسبون الفندق تصدى لهم الدكتور زيد الفضيل الذي كان يجلس مع مجموعة من المثقفين والمثقفات. وقال الفضيل ل«الحياة»: «في صباح الخميس الماضي بينما كنت مع بعض الأخوات عند مطعم الفندق، قام أحد المحتسبين بالتهجم لفظياً عليّ وعلى الأخوات، وكان ملثماً فتجاهلناه حتى غادر. وفي مساء اليوم نفسه أي الخميس، تجمع عدد من المحتسبين في فندق مداريم، وحضروا محاضرة وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان، وأثاروا معه قضايا الاختلاط والكتب الإلحادية، وطالبوا بفصل المعرض، بحيث يصبح يوماً للنساء ويوماً للرجال، وأكدوا له أن ذلك هو مطلب كل المواطنين، وحين جاء دوري في المداخلة بيّنت لهم بصفتي مواطناً أن ذلك ليس مطلبي، وأني سعيد بالتجول في المعرض بصحبت عائلتي، وأن المعرض مكتض بالزوار من الجنسين، ولم يشهد أي تحرش أو مضايقة للنساء». وأضاف الفضيل قائلاً: «وبعد انتهاء لقاء الحجيلان فوجئت بحضور مجموعة منهم إليّ، وراحوا يتناقشون معي بصخب، كوني كنت واقفاً مع بعض المثقفات من خارج المملكة ومن داخلها في بهو الفندق. وأخبرتهم أن ذلك ليس فيه منكر، وأن المنكر في ما يقومون به، لما في نقاشهم الصاخب من تشكيك وقدح في النزاهة. كما بيّنت لهم أن كشف الوجه مسألة فقهية مختلف فيها، وأن عدداً من المذاهب الفقهية تجيزه، وأخبرتهم أن الحوار مع السيدات كان في إطار العمل الأدبي أمام الناس جميعاً، وأن هذه اللقاءات فرصة لتبادل الخبرات العلمية والثقافية، لكن ذلك لم ينفع، وزاد صخبهم، ما استدعى تدخل عدد من الحاضرين، وإجبارهم على الخروج من الفندق». وأشار الفضيل إلى أن هؤلاء المحتسبين التقطوا صوراً لبعض المثقفين الجالسين في البهو «من دون إذن وعلم منا، ما استدعى القائمين على الوزارة أيضاً للتدخل رسمياً، ورفع الأمر إلى الجهات الأمنية».