فتحت السعودية قنوات تصدير جديدة قد تكون مربحة للبلدان المصدرة للقمح مثل فرنسا والولايات المتحدة بإدراج القمح اللين للمرة الأولى على قائمة عطاءاتها في وقت سابق هذا الشهر. وسيظل القمح الصلد عالي البروتين الذي تستخدمه المملكة في إنتاج الخبز التقليدي، يمثل الحصة الأكبر من مشتريات السعودية من القمح، لكن المتعاملين يقولون إن إدخال القمح اللين تدريجياً سيجتذب نطاقاً أوسع من المناشئ. ويتطلع كبار منتجي القمح لأسواق الشرق الأوسط المعتمدة على الواردات. وفي ظل عدم التيقن في شأن الكميات التي تعتزم مصر أكبر مستورد للقمح في العالم استيرادها بفعل أزمتها الاقتصادية، فقد تحظى المشتريات السعودية بالأولوية لدى المصدرين. وقال محلل أسواق الحبوب لدى جيفريز باتشي كوموديتيز، شوان مكمبريدج: «إذا أبدت السعودية التزاماً بالاستمرار في شراء القمح اللين في الأعوام المقبلة، فإن ذلك يغير تركيبة السوق بالفعل، بخاصة مع غياب مصر عن السوق في الفترة الأخيرة». وطرحت السعودية التي تزيد باطراد وارداتها من القمح، منذ أن تخلت عن سياسة الاكتفاء الذاتي عام 2008 لحماية مصادر المياه، أول عطاء على الإطلاق لشراء القمح اللين هذا الشهر، واشترت 110 آلاف طن إلى جانب 465 ألف طن من القمح الصلد. وأعلنت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق العام الماضي، أنها تدرس التحول إلى القمح اللين لتلبية الطلب على البسكويت والحلويات. وقال مسؤول في المؤسسة هذا الأسبوع إنها ستستمر في شراء القمح اللين. وتفيد تقديرات المكتب المحلي في وزارة الزراعة الأميركية بأن السعودية ستشتري 1.96 مليون طن من القمح للاستهلاك الآدمي في العامين 2012-2013 التسويقيين، وهو مستوى يتوقع المكتب أن يرتفع إلى 2.2 مليون طن في 2013-2014. ومن المرجح أن تزيد السعودية واردات القمح مع اعتزام البلاد إنهاء إنتاجها المحلي من القمح تماماً بحلول 2016. ومن المقرر أن تستورد المملكة كذلك المزيد من القمح وغيره من الحبوب لاستخدامها كعلف للماشية، إذ تسعى إلى أن تصبح أقل اعتماداً على واردات الشعير، وتخفض تدريجياً إنتاجها المحلي من العلف. وورّد عدد محدود من الدول، منها أستراليا وكندا والولايات المتحدة، القمح الصلد إلى السعودية في الأعوام القليلة الماضية، والآن أصبح من الممكن أن تجد أنواعاً أخرى مثل قمح الشتاء الأميركي الأحمر اللين، والقمح الفرنسي اللين اللذين يباعان بكثافة لمستوردين آخرين مثل مصر والجزائر وهما يشكلان إقبالاً في السوق السعودية. ويبدو أن القمح الشتوي الأحمر الأميركي يحظى بأكبر فرص في الأجل القصير في الوصول إلى الأسواق السعودية، بسبب خفض سعره في الوقت الراهن. وذكر متعامل في الصادرات الأميركية: «هذا مشجع لأن قمح الشتاء الأحمر اللين سيكون تنافسياً فعلاً من حيث السعر، لكن تدقيق السعوديين في شأن الجودة قد يكون عقبة». وقد تدخل روسيا وأوكرانيا أرخص الدول المصدرة للقمح اللين في الأعوام القليلة الماضية السوق السعودية كذلك، لكن المستويات المتقلبة للصادرات قد تحد من طموحاتهما. ويأمل متعاملون ومحللون فرنسيون بأن يسمح لهم تغيير السياسة في السعودية بتوسعة سوق صادراتهم التقليدية في شمال أفريقيا وأفريقيا جنوبي الصحراء. وقال رئيس أسواق الحبوب لدى شركة فرانساجريمير الفرنسية ميشيل فيريه، إنه «تطور مهم يمكن أن يوجد منفذ للقمح الفرنسي». وإضافة إلى الاستفادة من حاجة السعوية إلى القمح اللين لإنتاج البسكويت والحلويات، يقول متعاملون إن المصدرين الفرنسيين يحاولون إقناع السعوديين بإمكان صناعة الخبز التقليدي بقمح تقل فيه نسبة البروتين. لكن المصدرين أكدوا أن السوق الجديدة للقمح اللين ستنمو ببطء على فترة زمنية طويلة. وأضح متعامل فرنسي أنه من السابق لأوانه القول بأنها ستستمر في زيادة الكميات من القمح اللين. وأشار متعاملون آخرون إلى أن المملكة يمكنها مواصلة شراء القمح الصلد الأغلى ثمناً. وذكر متعامل ألماني: «السعوديون ليسوا تحت ضغط لتوفير المال من واردات القمح، ويمكنهم إنفاق المزيد للحصول على الجودة التي يريدونها».