شيكاغو - رويترز - انحسرت طفرة شراء للقمح الأميركي من جانب دول تعاني من اضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بعدما كوّنت تلك الدول احتياطات كافية لحماية أمنها الغذائي، وفق ما قال محللون وأظهرت بيانات حكومية. وأظهر تقرير أسبوعي لوزارة الزراعة الأميركية أول من أمس، أن مبيعات تصدير القمح من الولاياتالمتحدة، وهي أكبر بلد مصدر للحبوب في العالم، هبطت الأسبوع الماضي بواقع 40 في المئة عن الأسبوع السابق بعد صعود استمر أسبوعين في المبيعات التي كانت الأقوى في أربعة أشهر. وخفف من نهم الشراء الذي بدأ عندما أطيح بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في انتفاضة شعبية أوائل الشهر الماضي صعود أسعار القمح الأميركي الى أعلى مستوى في 30 شهراً. وكانت مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، أكبر مشترٍ للقمح الأميركي الأسبوع الماضي، إلا أن عمليات الشراء أجريت على نحو منفرد من قبل مشترين من القطاع الخاص. ولم تطرح «الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية» أي مناقصة عالمية للقمح خلال نحو شهر. وكان نائب رئيس الهيئة قال الأسبوع الماضي إن الهيئة التي تستورد أكثر من خمسة ملايين طن من القمح سنوياً تملك احتياطات من القمح تكفي لستة أشهر. وما زال غير واضح ما إذا كانت الهيئة ستسعى لشراء القمح من الأسواق العالمية بعدما تحولت تظاهرات مؤيدة للديموقراطية في البلاد إلى أحداث عنف هذا الأسبوع. وسارعت دول في المنطقة الى تدبير واردات الغذاء على أمل تهدئة التوترات في شأن ارتفاع أسعار المواد غذائية كالرز والدقيق. وقال محلل الحبوب لدى «برودنشال باتشي» جون مكمبريدج: «شاهدتم إقبال الجزائر والأردن ودول أخرى عدة على السوق لتغطية حاجات فورية. لكن بمجرد تلبية تلك الحاجات نعود الى المشتري الذي لديه حساسية للسعر والذي لن تكون لديه رغبة في ملاحقة الأسعار إلى مستويات أعلى». وبلغت طفرة الشراء أشدها بشراء الجزائر 800 ألف طن من القمح في 26 كانون الثاني (يناير) في واحدة من أضخم صفقات شراء القمح في السنوات الأخيرة. واشترى البلد المجاور لتونس 1.75 مليون طن على الأقل في كانون الثاني. وتشتري الجزائر عادة بين خمسة وستة ملايين طن في العام. ووفقاً لأحدث بيانات وزارة الزراعة الأميركية، بلغ صافي مبيعات التصدير في الأسبوع المنتهي في 27 كانون الثاني، من كل أنواع القمح الأميركي 534 ألفاً و100 طن للشحن حتى شهر أيار (مايو) بتراجع 40 في المئة عن مبيعات الأسبوع السابق لفترة الشحن ذاتها. وأظهرت بيانات وزارة الزراعة أن مبيعات القمح الأميركي من المحصول الجديد من حزيران (يونيو) فصاعداً، هبطت بنسبة 80 في المئة الى 31 ألفاً و300 طن. واشترت مصر أكبر مستورد للقمح في العالم 140 ألفاً و200 طن في الأسبوع الماضي، لكن دولاً أخرى في شمال أفريقيا والشرق الأوسط غابت عن السوق الأميركية.