حذر النائب المحافظ البارز في إيران علي مطهري أمس، من إمكان تحوّل انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، مجرد إجراء «شكلي»، فيما اتهم رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني الرئيس محمود أحمدي نجاد ب «تدمير إنجازات ثلاثة عقود» تحقّقت منذ الثورة عام 1979. وقال مطهري: «إذا تواصلت تلك السياسات، وإذا مُنعت المعارضة والمنتقدون من المشاركة (في الاقتراع)، لن يشارك فيه كثيرون وستكون انتخابات شكلية». ورفض اتهام منتقدي الوضع في إيران، بأنهم من «تيار الفتنة»، مضيفاً: «إذا خاض (الرئيس الإصلاحي السابق محمد) خاتمي (في الانتخابات)، سيفوز بغالبية الأصوات». أما رفسنجاني فانتقد الذين ساندوا نجاد وحلفاءه، ويعتبرونهم الآن «تياراً منحرفاً»، معتبراً أن «حكومة نجاد دمّرت ثلاثة عقود من إنجازات الجمهورية الإسلامية» في إيران. وأبدى دهشته ل «مساندة بعضهم، وخصوصاً رجال دين»، نجاد وفريقه، مضيفاً: «الأشد غرابة هو أنهم لن يوقفوا مساندتهم هذه الكارثة، بعد إدراكهم الآن الهوية الحقيقية لهذا التيار». واتهم رفسنجاني نجاد وأنصاره ب «التهرّب من مسؤوليتهم عن الفوضى التي أوجدوها، وبدل ذلك يحمّلون النظام بأكمله، مسؤولية سياساتهم التدميرية». إلى ذلك، تطرّق محمد خاتمي إلى الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011، محذراً الحكومة من أنها ستخطئ إن «تجاهلت وجهات نظر أولئك الذين عانوا وسُجِنوا أو احتُجزوا». وأضاف: «لا يمكن رفض الديموقراطية، وادعاء الموافقة على الانتخابات. لا يمكن رفض حق الشعب في اختيار مستقبله، وادعاء أن لدينا ديموقراطية». وأشار إلى أن الإصلاحيين أعدّوا «خططاً لإنقاذ البلاد، وكان لديهم الأشخاص المناسبون لتنفيذ ذلك». في غضون ذلك، نفى سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أن يكون اعتبر موسوي وكروبي «عميلين للولايات المتحدة»، مؤكداً أنه لم يدلِ إطلاقاً بتصريح مشابه. وأعلن حاكم طهران عيسى فرهدي أن «99 كتيبة» من ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) و15 ألف شرطي «سيضمنون الأمن في انتخابات الرئاسة»، مقراً بوجود «شكوك» بعد الاضطرابات «المكلفة» التي تلت انتخابات 2009. وزاد: «يجب تعزيز التدابير الأمنية، لمنع تكرار السيناريو ذاته». على صعيد آخر، رجّح حسن روحاني، مدير مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لدى المجلس الأعلى للأمن القومي، أن يسمح الأخير بحوار مباشر مع الولاياتالمتحدة وعلاقات معها، «إذا توافرت شروط مناسبة متمثّلة بصون العزة والمصالح الوطنية للشعب الإيراني». وأضاف: «المرشد لا يرى وجوب ألا تتفاوض إيرانوالولاياتالمتحدة وتقيمان علاقات، حتى يوم القيامة». إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة تمديد إعفاءات تستمر ستة أشهر، من عقوبات على مشتريات النفط الإيراني، لليابان وعشر دول من الاتحاد الأوروبي، لجهودها في هذا الصدد. وأعلنت إيران أن جيشها «أطلق بنجاح» خلال مناورات، صاروخين من طراز «نازعات 10» و «فجر 5».