يبدو أن شهر رمضان المقبل، سيشهد منافسات أخرى غير المسلسلات التلفزيونية، إذ ستكون هناك منافسات أخرى على الرطب والتمور، والتي من المتوقع أن يصل عددها إلى أكثر من 500 صنف تزداد كلما اقترب الشهر. يقول شيخ سوق عتيقة ناصر الدوسري، إن عدد أنواع التمور الرطب في السعودية يتجاوز 500 نوع، تختلف بحسب أماكن ونوع النخل، إذ إن منطقة الاحساء تشتهر بالخلاص والقصيم بالسكري، في حين أن المدينةالمنورة تشتهر بإنتاج «الروثانا»، أما الرياض وحوطة بني تميم والخرج، فأشهر إنتاجها هو نبوت السيف، إضافة إلى زراعتها للأنواع التي تختص بها المناطق الأخرى، كالسكري والخلاص. ولفت إلى أن العام الحالي سيشهد حدثاً مختلفاً عن الأعوام الماضية، وهو أن التمور ستكون طازجة في فترة الصيف، ولن يتم تخزينها في الثلاجات، بسبب حلول شهر رمضان مع موسم جني التمر، ما يسهم في وصوله طازجاً وبأسعار مناسبة. وأشار إلى أن التمور المتوافرة في السوق حالياً هي من إنتاج منطقة الرياض، في حين أن التمور القادمة من المدينةالمنورة «الروثانا» على وشك النفاد من السوق، لأنها في آخر موسمها، كما أنها تشهد طلباً كبيراً من الزبائن، لجودتها وتبركهم بتمرها القادم من مدينة الرسول، لافتاً إلى أن سعر الكيلوغرام الواحد يبلغ 3 ريالات. وذكر الدوسري أن السوق تشهد الآن، ركوداً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، ما أسهم في انخفاض الأسعار كثيراً، لافتاً إلى أن السفر الى الخارج اسهم في خفض السعر كثيراً. وقدر تاجر التمور عبدالله محمد عدد الزبائن اليومي للسوق ب 3 آلاف زبون وشريطي وتاجر، في حين أن الفترة ذاتها من العام الماضي كان يتجاوز عدد الزبائن 5 آلاف، كما أن عدد السيارات التي تصل إلى سوق التمور يومياً يتراوح ما بين 200 و300 سيارة محملة بالتمور، لافتاً إلى أنه يباع يومياً أكثر من 20 طناً منها وهي من النوع الرطب، أما التمر الآخر «النواشف» فلم يأت بعد، مؤكداً أن الدلال يأخذ نسبة مقدارها 5 في المئة من قيمة البيع، كما أن كميات التمر تزيد بمقدار يومي. من جهته، أشار المحرج (الدلال) سالم شراحيلي إلى أن أسعار التمور في الوقت الحالي تعتبر منخفضة، وتتراوح ما بين ريال واحد و5 ريالات للكيلو، لافتاً الى أن التمور المنتجة من منطقتي الاحساء والقصيم لم تأت حتى الآن، وستكون جاهزة للبيع مع مطلع شهر رمضان المبارك، اذ تنشط السوق خلاله كثيراً، إذ انها تعتبر من أفضل التمور على مستوى المنطقة بل والعالم. ولفت إلى أن المستفيدين من الأسعار في الوقت الحالي هم أصحاب المحال، الذين يشترون بأسعار منخفضة ويبيعون بأسعار مرتفعة، وبنسبة أرباح تتجاوز 100 في المئة، في حين أن المزارع والمحرج لا تصل نسبة ربحه الى 20 في المئة من القيمة. وعن طرق الغش، قال خبير التمور راشد الخريجي، إن الغش الموجود في السوق مصدره في الغالب العمالة الأجنبية، التي تقوم بشراء مزارع التمور بشكل كامل، ومن ثم خلط الأنواع الجيدة مع السيئة منها ويسمى ذلك «التوجيه»، من خلال وضع النوع الجيد منها في الأعلى، والأقل جودة في الأسفل، أما المزارعون السعوديون، فإنهم يحرصون كل الحرص على سمعتهم، اذ إن لهم زبائن معروفين، وبالتالي فإن تمورهم تكون جيدة وخالية من الغش في العادة. وعن طرق الغش في التمر النضيد (المكنوز) من خلال بيع الجديد على انه قديم، قال إنه في العادة يأتي موسمه بعد موسم الرطب بفترة، ليتم تجفيفه وتخزينه أو الاهتمام به، وإنهاء المراحل التي يمر بها، أما عن الغش فيها فهو مستشر بشكل كبير، داعياً إلى شراء التمور التي يكون لونها داخل الكيس فاتحاً، ومن محال معروفة ومشهورة، لافتاً إلى أنه من المعروف أن التمور في العادة لا تفسد مع مرور الوقت إذا كانت في مكان جيد.