استمرت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في محيط ميدان التحرير، واندلعت اشتباكات محدودة بين الطرفين في مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية أمس، كما اشتبك إسلاميون ومواطنون في الإسكندرية مساء أول من أمس على خلفية محاولة إسلاميين تشكيل «لجان لفرض النظام» على خلفية إضراب أقسام وقطاعات في الشرطة للمطالبة بإقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم واحتجاجاً على سياسات الوزارة. وتواصلت الإضرابات في الشرطة، وإن قلت حدتها بعد هدوء الأوضاع الميدانية وتوقف الاشتباكات في بؤر ظلت ملتهبة على مدار أيام، خصوصاً في بورسعيد والمنصورة. وفي مسعى لتدارك إضراب الشرطة، أكد مجلس الوزراء في اجتماعه أمس تقديره «الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الشرطة للحفاظ على أمن الوطن واستقراره»، مشدداً على «دعمه ومساندته رجال الأمن في التصدي لعناصر التخريب في إطار ما يكفله القانون». ودعا المواطنين إلى «التعاون مع رجال الأمن في منع أي تجاوزات هدفها إرباك مؤسسات الدولة في ظل محاولات البعض لتكريس الانفلات الأمني الذي تواجهه الشرطة بحسم». وقال مصدر أمني إن الرئيس محمد مرسي سيزور اليوم مقر قيادة قوات الأمن المركزي في منطقة الدراسة في القاهرة. وتواصلت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في محيط ميدان التحرير، إذ رشق متظاهرون قوات الشرطة بالحجارة، فردت بقنابل الغاز المسيل للدموع، وتواصلت معارك الكر والفر بين الطرفين على كورنيش النيل الذي يتحول مساء إلى «ساحة معركة» بين الجانبين. كما تظاهر آلاف من عمال شركة «أوراسكوم» التي تمتلكها عائلة ساويرس، احتجاجاً على ملاحقة ملاك الشركة بمستحقات ضريبية يؤكدون أن لا سند قانونياً لها. وقطع عمال الشركة طريق كورنيش النيل بعد مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو». وفي مدينة الإسكندرية اندلعت اشتباكات محدودة بين إسلاميين وبعض الأهالي رفضوا تشكيل لجان شعبية من الإسلاميين في منطقة «باكوس» تقوم بتفتيش المارة والإطلاع على هوياتهم، ما أثار غضب الأهالي الذين هاجموا الإسلاميين بالهراوات، ففروا من المنطقة. وفي مدينة شبين الكوم في دلتا النيل اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة ومتظاهرين من رابطة مشجعي النادي الأهلي لكرة القدم، بعدما أمر قاض بتجديد حبس زميل لهم تم توقيفه في الاشتباكات الأخيرة التي كانت اندلعت أمام مبنى مديرية الأمن. وفور إعلان القرار، أطلق المتظاهرون ألعاباً نارية في الهواء ورشقوا الأمن بالحجارة، فردت الشرطة بقنابل الغاز وأوقفت عشرات المتظاهرين. من جهة أخرى، أمرت نيابة وسط القاهرة الكلية بعرض خمس ناشطات على الطب الشرعي لتحديد نوع الاعتداء الذي تعرضن له في واقعة التحرش الجماعي في ميدان التحرير أثناء مشاركتهن في تظاهرات إحياء الذكرى الثانية ل «ثورة 25 يناير». كما أمرت النيابة بتفريغ الأشرطة المصورة التي تم تصويرها للوصول إلى الجناة. واستمعت النيابة إلى أقوال خمس ناشطات تعرضن لتحرش جنسي في الميدان منهن واحدة تعرضت لشروع في اغتصاب. وقالت مبادرة: «شفت تحرش» إن هناك 19 حالة أخرى تتعلق بالتحرش الجنسي ومحاولات هتك العرض في الذكرى الثانية للثورة، منها 6 حالات احتاجت إلى دعم طبي. وأضافت المبادرة في بيان أمس أن «التحرش الجنسي ووقائع التعدي على الفتيات أمر ممنهج وليس عارضاً أو ناتجاً من التدافع»، معتبرة أن الهدف هو «إرهاب المرأة لكسر إرادتها وإقصائها عن المشهد السياسي والاجتماعي الذي أصبحت النساء فيه عنصراً مهماً لا يقبل التهميش أو الإقصاء».