اتضحت أمس معالم زيارة الرئيس باراك أوباما للأراضي الفلسطينية يومي 21 و22 الشهر الجاري، إذ سيقوم في اليوم الأول بزيارة لمدينة رام الله والثاني لمدينة بيت لحم. وتتضمن زيارة أوباما لمدينة رام الله، العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية، لقاء مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض، ولقاء مع مجموعة من المثقفين، وزيارة لمؤسسة شباب البيرة في مدينة البيرة المجاورة. وسيطلع أوباما على مشروع «الرواد» الذي مولته الوكالة الأميركية للتنمية والتعاون (يو أس ايد) في مؤسسة شباب البيرة، والذي يتضمن مركزاً للإبداع وآخر للكومبيوتر. كما يلتقي خلال الزيارة عدداً من الناشطين الشباب في المؤسسة. وسيزور في اليوم التالي كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وستستغرق زيارته 40 دقيقة. ويسعى نادي الأسير الفلسطيني ووزارة الأسرى إلى عقد لقاء بين أوباما وعائلة أحد الأسرى، لكن الجانب الأميركي لم يرد بعد. وعلى المستوى الشعبي، نشطت حملة شبابية للتعبير عن الاحتجاج على السياسة الأميركية أثناء زيارة أوباما. وقال ناشطون في الحملة التي حملت اسم «فلسطينيون من أجل الكرامة»، أنهم يخططون للتظاهر الثلثاء وسط رام الله، والتظاهر في يوم الزيارة، ورفع أعلام سوداء وإطلاق آلاف البالونات السوداء في سماء رام الله لحظة وصول أوباما احتجاجاً على سياسة أميركا المنحازة لإسرائيل. ولا يتوقع المسؤولون الفلسطينيون أن تسفر زيارة أوباما عن تحقيق اختراق في العملية السياسية المتوقفة منذ سنين نتيجة تواصل البناء الاستيطاني في قلب الضفة. لكن المسؤولين في السلطة يعتبرون الزيارة مهمة لأنها «تعكس اهتماماً أميركياً بالقضية الفلسطينية»، بحسب قول رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات. ورجح مسؤولون في السلطة أن يوعز أوباما إلى وزير خارجيته جون كيري تولي إدارة ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بعد الزيارة. وقال مسؤول رفيع فضل عدم ذكر اسمه: «أوباما يريد أن يسجل في سجله السياسي والشخصي قيامه بزيارة لمنطقة الصراع، لكنه بالتأكيد لن يستطيع عمل الكثير بعد تجربته الفاشلة في محاولة حمل إسرائيل على وقف الاستيطان». من جانبه، أكد كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النروجي اسبين بارت إيدا في واشنطن أن أوباما «متمسك بالتسوية السلمية على أساس حل الدولتين ... وبضرورة المضي قدماً في مسيرة السلام». وأضاف: «ينبغي علينا أن نجد أطرافاً مستعدة للإسهام في هذه الجهود»، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي ينوي إثارة هذا الموضوع أثناء جولة أوباما المقبلة في الشرق الأوسط التي سيزور في إطارها إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن. وأكد أنه سيكون ضمن الوفد المرافق للرئيس، مضيفاً أن أوباما لا ينوي طرح أي مبادرات سلام جديدة أثناء هذه الجولة، لكنه سيعبر عن رؤيته في شأن الإمكانات المقبلة وسيستمع. من جانبه، أعلن وزير الخارجية النروجي أن «عام 2013 سيكون اذن مهماً جداً لإعادة الثقة بحل يتم التوصل إليه عبر التفاوض» في ضوء الزيارة المرتقبة لأوباما وكيري للمنطقة.