قبل أيام رمضان بليالٍ قليلة شاهد فهمان أموراً غريبة تحدث في البيت المجاور، وعندما سأل الناس الغرباء اكتشف أنهم جيران جدد، وابتسم من السعادة ولكنه سرعان ما شعر بالحزن، فالجار الجديد يقوم ببناء مزرعة أجمل من مزرعة فهمان، الذي امتلأ قلبه بالغيظ وفكر على الفور بإيقاف الماء في مزرعته، وحينما أتى الليل وبعد نوم الجميع ذهب فهمان لإيقاف الماء، وفي الصباح تفاجأ أنه لم يتوقف، فغضب وقال بعصبية: «أنا أكره الجيران»، وسمعته الشجرة فقالت: «لماذا تكره الجيران والرسول صلى الله عليه وسلم وصى بالجار»، فقال: «لأن مزرعتهم أجمل من مزرعتنا، انظري لأسوارها الملونة، والأشجار المرتبة بانتظام والمزينة»، فقالت: «وما الجديد في ذلك!»، فقال: «لماذا لم تشعري بالغضب ولا الغيرة»، فقالت: «لأني مقتنعة بمكاني، وأحس بالراحة ولا أحب أن يقوم المزارع بتقطيع أوراقي حتى لو كانت للزينة»، فقال: «ولكن مزرعته جميلة!، وحينما تبدأ مسابقة أجمل مزرعة سيفوز على الفور». فقالت: «لا تقارن نفسك بهم، وتمعن النظر في مزرعتهم، ألم تلحظ أن أوراق الأشجار تغير لونها للأصفر، بسبب تزينها، إضافة إلى أن الأزهار مليئة في كل مكان». فقال: «لم ألحظ تلك الأمور، لقد لفت نظري جمالها ووجود الأزهار الكثيرة ونسيت مضمون المزرعة». صعد فهمان لأعلى الشجرة وشاهد المزرعة فقال: «يا شجرة لقد قمت بإيقاف الماء ولم تجف المزرعة، وكدت أقوم بتقطيع أوراق الأشجار»، فقالت: «لا... لا تقطع الأشجار ليس لها ذنب فهي تحس بالحزن لما يقوم به المزارع، يا فهمان لا تقارن نفسك بأحد أبداً لأنك قد تقلل بقدرك بهذه المقارنة وتفقد أجمل ما تملك».