استنكرت عدد من نساء المجتمع وسيدات أعمال تجاهل الجمعيات والمؤسسات الاحتفال بيوم المرأة العالمي، خصوصاً وأن المرأة السعودية على وجه التحديد واجهت الكثير من المعوقات في طريق نجاحها، بيد أنها أثبتت جدارتها في تخطي الصعاب، معتبرات أن عدم الاحتفال بهذا اليوم نوع من الإجحاف في حق المرأة السعودية. وأوضحت الشاعرة سمر الشيخ ل «الحياة» أنها حرصت على تنظيم حفلة تكريمية للمرأة في هذا اليوم، بيد أنها لم تلقَ أي اهتمام من جانب المرأة نفسها، مضيفة «سعيت لتنظيم حفلة تكريمية في هذا اليوم، ولم أجد اهتماماً حتى من جانب المرأة نفسها في بلدي، واتضح لي أن كثيرين لا يعرفون هذا اليوم من النساء والرجال، وهناك من تندر بمثل هذه المناسبة وجعلها عرضة للنكات». وأشارت إلى أن الكثير لا يعرفون عن السيدات السعوديات اللائي يمثلن الوطن في الخارج، وكذلك ثمة قصور من الجهات المعنية كالإعلام والثقافة والخدمات الاجتماعية وتهميش لنجاحات المرأة على الأصعدة كافة، مبينة أن هناك تغيباً لثقافتنا الإسلامية وسير أمهات المؤمنين متناسين أن الأم هي التي تصنع الأمة. وانتقدت غياب الاحتفال بهذا اليوم في هيكلة الجمعيات والمؤسسات الخيرية، إضافة إلى غياب الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية لتغيبها عن هذا اليوم، مضيفة «ننتظر دور عضوات مجلس الشورى وما الذي يستطعن فعله لتغيير الرأي والفكر والفعل الأوحد حتى تخرج المرأة من جلباب الرجل». وتابعت «المعلمة هي الإنسان الأول المشارك في عملية البناء، ولماذا تنتظر المنظمات الخيرية، ومن المفترض أن تسعى إلى المعرفة والتنوير وتخرج من نمطية الدور». من جهتها، أكدت سيدة الأعمال نورة العسيري ل «الحياة» أنه برغم أن المرأة السعودية واجهت الكثير من المعوقات في بعض الأمور، بيد أنها استطاعت أن تثبت جدارتها في تخطي الصعاب. وأضافت العسيري «دائماً نرى المرأة السعودية مادة دسمة للإعلام الخارجي من خلال تسليط الضوء على أنها مهضومة الحقوق، في حين تذكر إنجازاتها وتميزها في الإعلام الأجنبي، فلماذا لا نبادر في هذا اليوم لعرض قصص نجاح جعلت المرأة تتميز في هذا اليوم عوضاً عن الصورة السلبية التي تصور بها المرأة دائماً أنها معنفة لا تستطيع العمل من دون الرجل». بدورها، أكدت الاختصاصية الاجتماعية أسماء القحطاني أن المرأة حملت هم الوطن على كاهلها من خلال مهن عدة، ومن باب التقدير والاحترام للمرأة فلابد من الاحتفال بهذا اليوم، ومن حقها أن نذكر إنجازاتها التي سعت لها، خصوصاً من شارك في عدم وقوع العنف ضد المرأة بجميع أنواعه، فيما رأت مهندسة الديكور نهلة مجلد وجود قصور في تفعيل هذا اليوم، وعلى الجمعيات المتخصصة في قضايا المرأة أن تحتفل بهذا اليوم مما لها دور فعال لشخصيات بارزة، خصوصاً أنها أصبحت مستقلة سياسياً، اجتماعياً واقتصادياً. وأشارت نهلة إلى أن بعض النساء ما زلن يجهلن هذا اليوم لعدم الاهتمام به، ومن الواجب على الجهات المختصة في قضايا المرأة التوعية بحقوق المرأة وتوضيح مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة.