لم تخلو ندوة «التأملات الروائية» التي عقدت في نادي جدة الأدبي، ضمن البرنامج الثقافي لضيف الشرف المغرب، وشارك فيها الروائي الميلودي شغموم والناقد عبدالفتاح الحجمري والدكتور جمال بوطيب، وأدارها الشاعر عبدالهادي صالح، من لحظات كشف وإضاءة لبعض المناطق في العلاقة بين الروائي والسياسي، إذ قال الميلودي شغموم: «اكتشفنا أننا أغبياء، لأن السياسي استخدم الروائيين من جيل السبعينات ليصل بنا إلى الحداثة السياسية أكبر من الإنسان والوطن». وذكر أن «الروائيين المغاربة من جيل السبعينات واجهتهم مشكلة اللغة وتعددها آنذاك»، مضيفا أن «التعدد هو إثراء وإفقار في آن واحد». وأوضح أنه ينتمي إلى جيل التجريب في كتابة الرواية، «الذي ينتمي إليه الروائي المصري نجيب محفوظ». وأشار إلى أن «الأدب المغربي الحديث في العموم، هو وليد الحركة الوطنية ونشأ في ظل حركة النهضة ضد الاستعمار»، ونوّه بأن «هذا الأدب له ارتباط وثيق بالسياسة وهذا ما طبعه بميزة الأدب الملتزم، ولكنه أضعف من أدبياته». ومن جانبه، أشار الدكتور عبدالفتاح الحجمري إلى تساؤلات للدكتور عبدالله العروي، طرحها في كتابه عن الآيديولوجيا «هناك سؤال وهو قبل أن يفكر الروائي في الجانب التقني، من الأجدر أن نطرح على أنفسنا ما هو الشيء الروائي في مجتمعاتنا؟» وقال متسائلاً: «هل يحمل الأدب فلسفةً وأفكاراً». وأضاف، في محاولة للإجابة على سؤال العروي، «لماذا أختار الأديب المغربي كتابة الرواية، ومتى نؤرخ لنوع أدبي ومتى يظهر هذا النوع». وتطرق الدكتور جمال بوطيب إلى ما أسماه بأعراف الكتابة الروائية. وقال إن «هناك تعدداً كبيراً في الأعراف، ومنها العرف التجنيسي والعرف النقدي والعرف التواصلي»، متسائلا: لماذا تكتب الرواية ولا تمتلك فلسفة أو أي معرفة؟ وهذا السؤال يرتكز على ثلاث مهارات رئيسة وهي: المهارة اللغوية والتخييلية والنقدية».