كابول، روما – «الحياة»، يو بي أي - قال وزير الدفاع الايطالي انياتسيو لاروسا إنه توقع تصعيداً أكبر من جانب «طالبان» في يوم الانتخابات، وقال: «تحسبنا لهجمات ضخمة، لذا أرسلت دول الحلف الاطلسي (الناتو) والأميركيون تعزيزات ميدانية لتصبح علاقة المواجهة مع طالبان على مستوى عديد الجنود ثلاثة إلى واحد. وأشار الى أن «التزامنا في أفغانستان يرمي إلى ضمان أقصى قدر من المشاركة في التصويت الشعبي، وهو ما حصل اليوم، ما يوجِّه صفعة أليمة لطالبان وأمراء الحرب وبارونات المخدرات، وإلا كيف يفسر المرء رفع وتيرة هجماتهم على المدنيين وتهديدهم بقطع الأيدي لكل من يشارك في التصويت». ورأى لاروسا أن الانتخابات في أفغانستان «خطوة مهمة جداً ليس لاستئصال الإرهاب فقط، بل لأفغنة الأمة أي منح الحكومة الأفغانية القدرة على الحكم الذاتي والتحلي بالقوة على مواجهة الاعتداءات والتهديدات». وفي مؤتمر صحافي عقده في ايسلندا، وصف الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن سير الانتخابات في افغانستان بأنه «مشجع». وقال: «التقارير الاولية مشجعة. كان عدد مكاتب الاقتراع التي فتحت ابوابها اكبر مما نتوقع. هذا دليل واضح على ان الشعب الافغاني يريد الديموقراطية والحرية، ويرفض الارهاب». وعلق على اعمال العنف بالقول: «سجلت حوادث كما كان متوقعاً، لكن الشعب الافغاني شارك في الاقتراع وهذا امر مشجع، في وقت كانت اللجنة الانتخابية الافغانية تعلن اغلاق مكاتب الاقتراع. على صعيد آخر، قتل جندي اميركي بهجوم شنته «طالبان» باستخدام قذائف هاون شرق افغانستان، وثلاثة آخرون في هجومين احدهما بأسلحة خفيفة جنوب البلاد. وافاد استطلاع للرأي اجرته صحيفة «واشنطن بوست» ومحطة «اي بي سي» التلفزيونية بأن الاميركيين بدأوا يتراجعون عن دعم الحرب في البلاد، ويعارضون ارسال مزيد من القوات اليه. ورأى 51 في المئة من الاميركيين المستفتين ان الأمر لا يستحق خوض الحرب في افغانستان، فيما وافق 47 في المئة منهم على المهمة. وقال 24 في المئة فقط من الاميركيين انه يجب نشر مزيد من الجنود الاميركيين في افغانستان، بينما اعتبر 27 في المئة ان عدد الجنود كاف، ورأى 45 في المئة انه يجب تقليص العدد. وكان 29 في المئة من الاميركيين قالوا في كانون الثاني (يناير) الماضي انهم يؤيدون خفض عدد الجنود المنتشرين في افغانستان. وكان مسلحو «طالبان» عطلوا عملية التصويت جزئياً في الانتخابات الرئاسية بشنهم هجمات على مناطق عدة، لكنهم فشلوا في استهداف مكاتب الاقتراع مباشرة، تنفيذاً لَلتهديدات التي اطلقوها في الاسابيع الاخيرة بمهاجمة الناخبين مباشرة، في حال لم يلتزموا توجيهاتها الخاصة بمقاطعة الاقتراع.وافادت وزارة الداخلية بأن الاشتباكات استمرت ساعات في منطقة تشرخ بولاية لوغر، فيما أطلقت الحركة صواريخ على بلدة برك بركي في وردك (غرب). واستهدف المتمردون مكتبين او ثلاثة مكاتب للانتخابات في خوست (شرق)، وهاجموا مركزاً لقيادة الشرطة في ولاية بغلان (شمال)، ما أدّى إلى مقتل قائد الشرطة فيها محمد أفضل في مقابل سقوط اثنين في صفوفهم، كما نجحوا في السيطرة على كل الطرق المؤدية إلى مركز الولاية. وصرح المسؤول في الشرطة محمد كابر اندارابي بأن قوات الأمن صدّت العدو وقتلت 22 ارهابياً، معلناً ان جثث معظمهم بقيت في ساحة المعركة. وأطلقت «طالبان» عدداً من قذائف الهاون على مركز ولاية قندوز (شمال) التي يسيطر مقاتلو الحركة على غالبية مناطقها، ومناطق في ولايات قندهار وغزني وهلمند (جنوب) وننغرهار وكونار (شرق)، فأسفرت عن سقوط عشرة جرحى، فيما فككت القوات الدولية قنبلتين قبل فتح مكتب للاقتراع في غزني (جنوب). وافاد الناطق باسم بعثة الاممالمتحدة في افغانستان عالم صديق أنه عثر في الجنوب «على قنابل يدوية الصنع على الطرقات، كما اطلقت صواريخ لكن قوات الأمن ردت على مصادر النيران». واشتبك مسلحون آخرون مع رجال الشرطة في ضاحية كارتي ناو في العاصمة كابول لمنع اجراء الانتخابات فيها أو التأثير عليها. واعلنت الشرطة مقتل ثلاثة انتحاريين في الاشتباك الذي انتهى بسيطرة رجالها على الوضع. جاء ذلك غداة قتل قوات الأمن الأفغانية ثلاثة متمردين من «طالبان» يرتدون سترات ناسفة في مبنى مصرف قريب من القصر الرئاسي، علماً ان الحركة اعلنت سابقاً ان 20 من مقاتليها تسللوا إلى داخل كابول.