أكدت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، اعتزامها إجراء تحقيق، في حادثة قيام معلم مادة الفيزياء، في إحدى المدارس الثانوية الأهلية في مدينة الخبر (تحتفظ «الحياة» باسمها)، بجلب آلة موسيقية إلى المدرسة. وقال المتحدث باسمها خالد الحماد، في تصريح إلى «الحياة»: «سنحقق من الموضوع وفي حال ثبوته؛ سيتم اتخاذ إجراء نظامي». وأثارت الحادثة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، موجة تفاعل «واسعة»، في شبكات التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، بعد نشر صورة المعلم وهو يمسك «جيتاراً» داخل الفصل، وعبر البعض عن «الاستياء»، مطالبين ب «مقاضاة المعلم إذا ثبتت إدانته»، بعد شيوع أنباء أنه كان يعلم الطلاب العزف في المدرسة. فيما اعتبر آخرون، أن «الطلبة أمانة في أعناق المدارس، ولا بد من الحفاظ عليهم، وتنشئتهم تنشئة سوية، بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية». غير أن وكيل المدارس جمال عبد الغني، قدم إلى «الحياة»، رواية مختلفة عما تم تداوله عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وقال: «تعود تفاصيل الحادثة إلى أن معلم الفيزياء في المدرسة (من الجنسية السودانية) جلب آلة موسيقية أثناء إحدى الحصص، ليشرح للطلاب آلية اهتزاز الصوت»، لافتاً إلى أن ذلك ضمن «درس موجود في المنهج الدراسي، المعتمد من وزارة التربية والتعليم، وتحديداً في الصفحة 49، في كتاب الفيزياء للصف الثاني الثانوي العلمي». وأكمل عبد الغني، «كان الدرس عملياً تطبيقياً، وليس نظرياً، إذ بدأ تطبيق الدرس من خلال الآلة، حول كيفية خروج الصوت، وما يتعلق بتفاصيل المادة نفسها»، مؤكداً أن ما قام به المعلم «بعيد كل البعد عن الموسيقى والعزف»، لافتاً إلى أنه «في هذه الأثناء، كان أحد الطلاب يُصور المعلم، وقام بنشر مقطع مُصور يظهر من خلاله المعلم وكأنه يقوم بالعزف على الآلة الموسيقية»، مؤكداً أنهم تثبتوا من «عدم صحة ذلك على الإطلاق، بعد أن استمعنا إلى إفادات طلاب شهدوا بكلمة الحق، وأكدوا أن المعلم لم يعزف، وإنما كان يوضح آلية اهتزاز الصوت، وفقاً لما جاء في درس الفيزياء». وذكر وكيل المدارس، أنهم قدموا هذه الإفادات إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، «التي باشرت التحقيق على الفور، وتأكدت من الأدلة كافة، ولم تظهر بعد نتائج التحقيق». وحول ما تردد عن فصل المعلم، قال: «لا يمكن إصدار حكم على باطل، والمعلم يسعى لرد اعتباره بعد الإساءة التي لحقته من الطالب». إلى ذلك، قدم أحد طلاب المدرسة، إلى «الحياة»، رواية متطابقة في تفاصيلها مع ما ساقه وكيل المدارس. وقال الطالب: «كنا في حصة فيزياء، وكان درسنا عملياً، إلا أن بعض الطلاب استهجنوا منظر الآلة الموسيقية، واعتقدوا أنها للعزف، وليس للتعرف على ماهية الصوت والتردد والاهتزاز، وعلى رغم أن الموضوع اتسم بنوع من السخرية بيننا، إلا أننا لم نتوقع أن تثار القضية بهذا الشكل، وتصبح مثاراً للجدال، لاسيما أن البعض اتهم المعلم بأنه كان يعزف، وهذا غير صحيح على الإطلاق». فيما أبدى طالب آخر، اعتراضه على تصرف المعلم قائلاً: «بإمكان المعلم الاستعانة بأدوات أخرى، للتعريف باهتزاز الصوت والترددات، فهناك أدوات أخرى تتناسب مع البيئة التربوية أكثر من الأدوات الموسيقية، لاسيما أن المعلم يعي طبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده، وتصرفه قد يتم فهمه بصورة خاطئة، وعلى أوجه متعددة، خصوصاً أننا في بيئة تربوية تعليمية نحتاج إلى ما يتناسب مع رؤيتها ورسالتها». وحاولت «الحياة» الحصول على إيضاح من المعلم، إلا أن إدارة المدرسة، أوضحت أنها نصحته بالتزام «الصمت»، «لتلافي تعقد مسار الأحداث».