اخترقت قوة من قيادة العمليات في الانبار صباحاً خيم المعتصمين على الطريق السريع في الرمادي، وأعلنت وزارة الدفاع أن هدفها مطلوبون من تنظيم «القاعدة». وقال شيخ عشائر الباقريين في الفلوجة الشيخ محمد البجاري ل «الحياة» امس ان «قوات الامن اتخذت امس خطوة استفزازية حين فرضت حظر التجول واخترقت خيم المعتصمين في ساحة لتفتيش المتظاهرين». وأوضح ان «الحادث كاد ان يتحول إلى مواجهة بين الطرفين. لكن تدخل شيوخ عشائر المحافظة ولجان التنسيق حال دون وقوع كارثة». وعبر مجلس محافظة الانبار عن امتعاضه من اقتحام ساحة الإعتصام، وقال نائب رئيس المجلس سعدون الشعلان في اتصال مع «الحياة» ان «قوات الامن مدعومة بقوة قادمة من بغداد اقتحمت خيم المعتصمين بحثاً عن مطلوبين وأسلحة». وأضاف ان «القوة مصحوبة بعدد من وجهاء المدينة فتشت خيم المعتصمين ولم تعثر على اي قطعة سلاح». وأكدت قوات الامن امس وجود عناصر من «القاعدة» وسط المتظاهرين، ولفتت الى اعتقال أشخاص كانوا يرفعون اعلام التنظيم ويدعون الى الجهاد. وقال قائد الشرطة في الانبار اللواء هادي كسار خلال مؤتمر صحافي مشترك مع قائد العمليات في الرمادي: «في الآونة الأخيرة ظهر في ساحة الاعتصام موالون للقاعدة وإرهابيون، ومن حق قوات الأمن البحث عنهم أينما وجدوا». وأوضح أن «المجرم شاكر وهيب زعتر الذي ظهر في تسجيل مصور يتحدث من على منبر ساحة الاعتصام متهم بقتل عدد من اهالي الانبار والفلوجة (...) وظهر ناشطو القاعدة في تظاهرة امس (اول من امس) وهم يدعون إلى الجهاد»، وأشار الى أن «كل ذلك يعطي قوات الأمن الحق بأن تتدخل وتتخذ الإجراءات القانونية باستدعاء قوة احتياط لحماية التظاهرة». وتابع: «تم تطويق ساحة الاعتصام للبحث عن القتلة الإرهابيين لكن فوجئنا بأئمة يدسون السم بالعسل بالتكبير والمناداة بمحاصرة ساحة الاعتصام ونقل أخبار مدسوسة عن قتل قوات الأمن عدداً من المعتصمين». وشدد على أن «هؤلاء (ائمة الجوامع) أيضاً مغرضون ويريدون الفوضى وسفك الدماء ولن نسمح بذلك مهما كانت الأسباب». وأكد قائد شرطة الأنبار ان «انسحاب قوات الأمن من ساحة الاعتصام لفترة محدودة بعد تعهد منظمي التظاهرات بجلب الإرهابيين وتسليمهم إلى السلطات، وفي حال لم يلتزموا بذلك سنتخذ أقسى الإجراءات والعقوبات وستضرب بيد من حديد كل من يقف في مواجهة قوات الأمن لأن ساحة الاعتصام أصبحت هوية لقسم من الإرهابيين والشبكات الإرهابية وملاذاً آمناً لهم». ولفت إلى انه «قبل حوالى أسبوع وردت معلومات عن وجود إرهابيين في منطقة الخالدية فتم تشكيل قوة مشتركة دهمت ذلك المكان واعتقلت اكثر من 15 إرهابياً استغلوا التظاهرات. وقبل خمسة أيام تم إلقاء القبض على والي جنوب بغداد في قضاء الفلوجة واعترف بوجود خمسة مضيفين للقاعدة في ساحة الإعتصام في الرمادي ألقي القبض عليهم وتبين أن ينوون تنفيذ عمليات إرهابية (...) وألقي القبض أمس على أربعة كانوا يحملون رايات وأعلام القاعدة في الفلوجة». وأكدت وزارة الدفاع ان الاجراءات الامنية في الرمادي «جاءت لحماية المتظاهرين». وجاء في بيان للوزارة امس انه «تم تشخيص عناصر القاعدة وقد ظهر بعضهم في وسائل الاعلام واعترفوا علناً امام المتظاهرين بأنهم ممثلو التنظيم الارهابي». وأضاف: «على ضوء ذلك اتخذت قيادة عمليات الانبار إجراءات احترازية لحماية التظاهرات ومنع تدفق عناصر اخرى من هذا التنظيم الى ساحة الإعتصام».