صعّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تحديه للشطر الجنوبي وأميركا، مؤكداً خلال تفقده وحدة مدفعية قصفت جزيرة يونغبيونغ الكورية الجنوبية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010، استعداد جيشه لخوض «حرب شاملة». وأعلنت «لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا» إلغاء اتفاق «عدم الاعتداء مع الجنوب»، وقطع الخط الهاتفي الساخن مع الجنوب في قرية بانمونجوم الحدودية ورداً على تهديد بيونغيانغ بشن ضربة نووية وقائية ضد الولاياتالمتحدة، وتحويل سيول وواشنطن إلى «بحر من نار»، أكد البيت الأبيض أن «الولاياتالمتحدة تستطيع الدفاع عن نفسها»، فيما حذر السناتور الديموقراطي بوب ميننديز من أن أي ضربة كورية شمالية «ستكون بمثابة انتحار»، واصفاً تهديد بيونغيانغ بأنه «عبثي». ورأى خبراء أن كوريا الشمالية «لا تستطيع ضرب الولاياتالمتحدة، لكن كوريا الجنوبية واليابان في مرمى نيرانها»، علماً أن نائب وزير الدفاع الكوري الشمالي كانغ بيو يونغ صرح اخيراً بأن بلاده «تملك صواريخ بالستية عابرة للقارات، ومزودة رؤوساً نووية صغيرة». وفي ظل الوضع «الأكثر خطورة» منذ الحرب بين الكوريتين (1950 - 1953)، كررت الصين، حليفة كوريا الشمالية، دعوة كل الأطراف الى «الهدوء وضبط النفس». أما وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، فحض بكين على ممارسة نفوذها لدى بيونغيانغ لإقناعها بوقف «تهديداتها واستفزازاتها وانتهاكاتها للقانون الدولي التي قد تزيد عزلتها وفقرها». وأعلن أن الاتحاد الأوروبي سيدرس الإثنين فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية. وكانت بكين أيدت العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الأمن أول من امس على بيونغيانغ رداً على إجرائها تجربة نووية ثالثة في 12 شباط الماضي. ووُصِف نص العقوبات بأنه «متوازن»، علماً أنه شمل وقف مصادر تمويل البرامج العسكرية والبالستية لبيونغيانغ، وفرض رقابة على ديبلوماسييها، وتوسيع لائحة الشركات المجمدة حساباتها أو لائحة الممنوعين من السفر. ورجح خبراء أن تضيّق العقوبات الخناق على كوريا الشمالية، لكنهم شككوا في إمكان أن تؤدي إلى ليّ ذراع النظام الشيوعي المتمسك بطموحاته النووية. وقال بايك هاك سون، من معهد سيغونغ في سيول، إن «كوريا الشمالية المعزولة اليوم أكثر من أي وقت مضى، ستواصل التصعيد».