سيول، موسكو، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلنت وزارة الخارجية الكورية الشمالية أمس أن بيونغيانغ استأنفت معالجة قضبان الوقود النووي الناتجة من مفاعلها التجريبي. وجاء هذا الإعلان بعد ساعات على فرض الأممالمتحدة عقوبات على ثلاث شركات كورية شمالية لمشاركتها في نشاطات بالستية لبيونغيانغ، في أول إجراء عملي تتخذه منذ إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً (يحمل قمراً اصطناعياً) في الخامس من نيسان (أبريل) الجاري. ووافقت لجنة العقوبات على هذه الخطوة بعدما دان مجلس الأمن قبل أيام كوريا الشمالية لإطلاقها الصاروخ، ما أدى الى انسحابها من المفاوضات السداسية. وقال ناطق باسم الوزارة لوكالة الأنباء الكورية الشمالية ان «اعادة معالجة قضبان المحروقات المستخدمة والناتجة من مفاعل تجريبي بدأت». وزاد ان ذلك «سيساهم في تعزيز قدرة بيونغيانغ على الردع النووي لتأمين دفاعها بكل الوسائل من أجل مواجهة التهديدات المتزايدة للقوى المعادية». ورأى محللون ان كوريا الشمالية قد تحتاج ثلاثة أو أربعة أشهر لمعالجة ثمانية آلاف من القضبان المشعة في مفاعل يونغبيون للحصول على البلوتونيوم. وتنص العقوبات الجديدة على منع إبرام صفقات مع الشركتين المتخصصتين بقطاع الدفاع «كوريا مينينغ ديفيلوبمنت تريدينغ كوربوريشن» (الشركة الكورية لتطوير المناجم) و «كوريا ريونبونغ جنرال كوربوريشن» (شركة ريونبونغ الكورية العامة). كما شملت العقوبات «تانشون كومرشال بنك» (مصرف تانشون التجاري). وأكدت لجنة العقوبات في وثيقة ان «الشركة الكورية لتطوير المناجم» هي «احدى أهم الجهات التي تعمل في تجارة الأسلحة وتصدير التجهيزات المتعلقة بالصواريخ البالستية والأسلحة التقليدية». أما شركة «ريونبونغ الكورية العامة» فهي «تجمّع متخصص بمسائل الدفاع والصناعات الدفاعية في كوريا الشمالية وبدعم المبيعات ذات الطابع العسكري في هذا البلد». وأوردت الوثيقة ان «مصرف تانشون التجاري» هو «الهيئة المالية الرئيسة في كوريا الشمالية لبيع الأسلحة التقليدية والصواريخ البالستية وصناعتها». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي قوله ان للشركات الثلاث فروعاً ستشملها العقوبات, موضحاً أن الصين الحليفة الرئيسة لكوريا الشمالية طلبت عدم تسمية هذه الفروع. وقال مندوب تركيا لدى الأممالمتحدة باكي ايلكين الذي يرأس لجنة العقوبات ان المنظمة الدولية حدّثت أيضاً لائحة بالمواد التي يحظّر تصديرها الى كوريا الشمالية واستيرادها منها. وأضاف ان التحديث شمل «آخر التقنيات المرتبطة بتطوير برامج للصواريخ البالستية». ودان باك نوم هون نائب مندوب كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة هذه الإجراءات ورأى فيها «انتهاكاً» لميثاق المنظمة الدولية. وزاد ان «الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي حق ثابت لكل أمة ودولة, ولا نعترف بأي نوع من القرارات التي أصدرها أو سيصدرها مجلس الأمن». وأشاد سفير اليابان لدى الأممالمتحدة يوكيو تاكاسو ب «الجهود الاستثنائية» التي بذلتها اللجنة. وقال: «آمل بأن يوجه ذلك رسالة جيدة الى بقية العالم لأن قرارات اللجنة ملزمة». الى ذلك، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سيول ليل الجمعة بأن تجديد العقوبات على كوريا الشمالية «ليس بناء». وأعلنت الخارجية الروسية أمس أن موسكو وسيول مستعدتان لبذل جهود إضافية لاستئناف المحادثات السداسية. في حين دعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك روسيا الى اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى هذه المحادثات. وقال خبراء ان لدى بيونغيانغ مواد انشطارية تكفي لصنع ما بين ست الى ثماني قنابل نووية، وتريد فصل اليورانيوم من قضبان الوقود المستنفد التي تخضع للتبريد، والتي قد تحصل منها على مادة كافية لصنع قنبلة نووية أخرى على الأقل. وأوضحوا انه ربما يتعذر إصلاح بقية أجزاء مفاعل يونغبيون الذي يشمل منشأة للتخصيب.