«رصيف» وظل «المباني الاسمنتية» هذان ما يعتمد عليهما المشردون في أحياء العروس بعد منتصف الليل، متخذين من الهموم «وسادة»، ومن الخوف غطاء، يضبطون وقت استيقاظهم على صوت المركبات. ويبدو تقسيم الأممالمتحدة في عام 2009، للأشخاص المشردين «بلا مأوى» إلى قسمين، تشرد ابتدائي وآخر ثانوي، عرفت النوع الأول بأشخاص الذين يعيشون في الشوارع بلا مأوى، داخل نطاق الوحدات السكنية، ووصفت التشرد الثاني بمن لا يملك مكاناً للإقامة المعتادة، مترحلين بين عدد من أماكن الإيواء، بات واضح المعالم في الأحياء الجنوبية لمحافظة جدة والمتمثلة في منطقة البلد، باب مكة، الكندرة، وما جاورها من جسور، لأشخاص اتخذوا من العراء مسكناً لهم. و بين هذا وذاك جاء رد من مكتب الشؤون الاجتماعية بمحافظة مكةالمكرمة على معضلة التشرد في محافظة العروس على لسان مديره عبدالله آل طاوي الذي قال ل «الحياة» «إن مكتب الشؤون الاجتماعية يقدم لهم الخدمة المادية إن كانوا محتاجين، أو تحولهم إلى الجمعيات الخيرية المختصة»، مؤكداً أنهم يحتاجون إلى دور إيوائية وصحية وأن ذلك من اختصاص وزارة الصحة التي من المفترض أن تقدم لهم الرعاية الصحية. و بالمقابل نفت الشؤون الصحية في محافظة جدة ل «الحياة» مسؤولية وزارة الصحة في إيواء المشردين، موجهة المسؤولية لوزارة الشؤون الاجتماعية، موضحة أن دور «الصحة» يقتصر على تقديم الخدمات العلاجية والأدوية إن تطلب الأمر. فيما أوضح المتحدث الإعلامي لشرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق أن دوريات شرطة جدة تقدم المساعدة لعدد منهم إضافة إلى تسليمهم لذويهم بعد التحقق من هوياتهم والتأكد من أوضاعهم.