قصف سلاح الجو السوري أمس مدينة الرقة في الشمال، التي باتت أول مركز محافظة يصبح خارج سيطرة النظام منذ اندلاع النزاع في البلاد. وتخضع الرقة الواقعة على الحدود مع تركيا منذ الأربعاء لسيطرة المقاتلين المعارضين، الذين أسروا الإثنين محافظ المدينة واستولوا على مقر الأمن العسكري، وهو «من أسوأ مراكز المعتقلات في المحافظة» وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعرب المرصد عن قلقه إزاء «مصير مئات الأسرى من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني والكتائب الموالية لها» الذين اصبحوا بأيدي المقاتلين. وتحدثت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطة، من جهتها، عن وجود «جثث لعدد كبير من الإرهابيين ملقاة على أطراف بعض الطرق بعدما تم استهدافهم من سلاح الجو السوري». ونقلت الصحيفة عن سكان في المدينة أن «أعداداً كبيرة من الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة باتوا متمركزين داخل الرقة وأقاموا فيها حواجز وسواتر ترابية في حين شوهدت في ساعات متأخرة من ليل أول من أمس شاحنات صغيرة آتية من الحدود التركية تحمل ذخيرة وأسلحة متوسطة»، مشيرين الى أن «الرقة لم تسقط، بل فقط عدد من الأحياء فيها». وفي وسط البلاد، تجدد القصف على مدينة حمص، التي يلقبها ناشطون ب «عاصمة الثورة السورية»، وبخاصة حي الخالدية، الذي تحاول القوات النظامية السيطرة عليه منذ ثمانية اشهر، بالتزامن مع «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها عند أطراف الحي»، وفق المرصد. وأفاد المرصد عن «تفجير رجلين من جبهة النصرة عربتين مفخختين بحواجز للقوات النظامية عند مدخل مدينة حمص في قرية الدار الكبيرة في محاول لفك الحصار ودخول مقاتلين إلى المدينة». ونشر المرصد لقطات من تسجيل مصور تظهر ستة فيليبينيين من أفراد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تم احتجازهم في جنوب سورية الاربعاء. ويظهر في الفيديو رجل يعرّف نفسه على أنه ضابط برتبة كابتن في القوة الفيليبينية التابعة للأمم المتحدة، ويقول إنه ورجاله في «مكان آمن»، وإنهم توقفوا في قرية الجملة بسبب القنابل وقذائف المدفعية في المنطقة. وقال الضابط: «المدنيون ساعدونا في تأمين سلامتنا ووزعونا في أماكن مختلفة حتى نبقى في أمان. ووفروا لنا مأوى جيداً وقدموا الطعام والماء».