دعا رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر العميد سليم إدريس الدول الغربية إلى إمداد المعارضة السورية بالأسلحة والذخيرة معتبراً أن المسلحين سيتمكنون من إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد «خلال شهر» في حال حصولهم على المساعدات. وتواصلت الاشتباكات أمس في أنحاء متفرقة في سورية، وسقط عشرات القتلى والجرحى بقصف بالطيران الحربي على مدينة الرقة في شمال سورية، والتي باتت في غالبيتها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، في حين تحاول القوات النظامية لليوم الرابع على التوالي استعادة أحياء في مدينة حمص بوسط سورية. وقال العميد إدريس في بروكسيل في كلمة أمام مجموعة من الأحزاب السياسية الوسطية في البرلمان الأوروبي أمس «ما لدينا قليل، بل قليل جداً». وأكد أن قلة الأسلحة والذخائر تعيق تقدم الجيش السوري الحر وتتسبب بالمزيد من المعاناة للمدنيين، داعياً دول الاتحاد الأوروبي إلى رفع الحظر عن الأسلحة. وأضاف «لا نحظى سوى بقليل جداً من الدعم من الدول الغربية». وأكد أن القوات النظامية السورية تستخدم المدفعية الثقيلة وصواريخ سكود ضد المدنيين وأن المسلحين يحتاجون إلى صواريخ مضادة للدبابات والطائرات. وقال أمام أعضاء تحالف الليبراليين والديموقراطيين في أوروبا «إذا توافرت لدينا الأسلحة التي نحتاجها، نستطيع أن نطيح النظام خلال شهر». ميدانياً أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأنه «سقط عشرات الشهداء والجرحى إثر القصف من الطيران الحربي الذي تتعرض له مناطق في مدينة الرقة»، استهدف خصوصاً «محيط الفروع الأمنية والدوائر الحكومية». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن مقاتلي المعارضة «يسيطرون على فرع أمن الدولة وقصر المحافظ وغالبية المباني الحكومية»، بينما تدور اشتباكات «في محيط فرع الاستخبارات العسكرية، وتتضارب المعلومات حول مصير فرع الأمن السياسي». وأردف المرصد أنه «يوجد لدى مقاتلي الكتائب المقاتلة أكثر من 300 أسير من القوات النظامية وعناصر من كتائب البعث (الحزب الحاكم) وقوات الدفاع الوطني» الموالية لها، أسروا خلال المعارك المستمرة منذ أيام. واعتبر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في تصريح بثه التلفزيون الرسمي أن «اعتداءات وجرائم إرهابيي جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في محافظة الرقة هي نتيجة هزائمهم أمام الجيش العربي السوري في حلب (شمال) ودمشق»، معتبراً أن «لا شيء يثير المخاوف والقلق» حول وجود هذه المجموعات في المدينة، وأن «المسألة مسألة وقت». وأشارت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام إلى أن «تعزيزات عسكرية ضخمة» بلغت مشارف الرقة وتستعد «لتحرير المدينة من الغزاة». وباتت المدينة منذ الإثنين أول مركز محافظة يفرض المقاتلون المعارضون سيطرة شبه كاملة عليه، في عملية تخللها أسر المحافظة وإسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد. في وسط البلاد، تتعرض أحياء مدينة حمص القديمة وحي الخالدية «للقصف من القوات النظامية بالتزامن مع استمرار الاشتباكات عند أطراف هذه الأحياء» التي تعد معقلاً لمقاتلي المعارضة، وتشن القوات النظامية حملة لاستعادتها منذ أيام. وأشار المرصد إلى العثور على «جثث ثلاثة من عناصر قوات الدفاع الوطني المسلحة الموالية للنظام وذلك بعد ساعات من خطفهم قرب حي الوعر». وكان المرصد أفاد في وقت سابق اليوم عن قصف بالطيران الحربي والمروحي على هذه الأحياء المحاصرة منذ أشهر، والواقعة وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون «عاصمة الثورة» التي اندلعت ضد الرئيس بشار الأسد منتصف آذار (مارس) 2011. وأشار عبدالرحمن إلى أن مئات المدنيين المحاصرين في الأحياء التي ما زالت خارج سيطرة النظام «لا يمكن معرفة كيفية خروجهم والى أين يمكنهم النزوح إن تمكنت القوات النظامية من السيطرة على هذه المعاقل». وأشار التلفزيون الرسمي السوري إلى أن «القوات المسلحة تواصل ملاحقتها للمجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق عدة في حمص». وفي ريف دمشق، تشن المقاتلات الحربية غارات على الغوطة الشرقية، بينما تتعرض مناطق عدة في محيط العاصمة منها مدينتا دوما (شمال شرق) وداريا (جنوب غرب) للقصف، وفق المرصد. كذلك، تحدث المرصد عن اشتباكات في داريا التي تحاول القوات النظامية منذ فترة فرض كامل سيطرتها عليها، في إطار سعيها للسيطرة على مناطق قريبة من دمشق تشكل قاعدة خلفية لهجمات المقاتلين المعارضين تجاه العاصمة.