تنتصب قضايا الاعتقال والخطف والاغتصاب بحق المرأة السورية التي قدمت الغالي والرخيص في سبيل سورية حرّة، معوقات أساسية في وجه حريّة المرأة ونضالها التحرري. ذلك أن المرأة السورية وقعت اليوم في مرمى نيران وحشين متصارعين لا يكلان ولا يملان، وهمهما الوحيد هو إغراق سورية بالدماء النقية وتدمير بناها التحتية بكل الطرق، من دون أي هدف معلوم، وبطرق ممنهجة: إنهما النظام الأسدي والجماعات التكفيرية المتطرفة. وإذ تستوقفنا بعض المشاهد التي تبعث على القلق والحيرة، والإعداد لمخطط جديد للخلاص من هذا الكابوس، كمشهد خطف ثلاث فتيات من مدينة السلَمية العصية على التطرف واللون الواحد، والتي أدخلها النظام ضمن مخططه الطائفي محاولةً منه تفكيك تلك اللحمة الواحدة، بخطفه هؤلاء الفتيات واتهام مجموعات إرهابية وسلفية بهذا العمل. أو مشهد آخر نلحظه بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي كحجب النظام لمواقع سياسية معارضة وأخرى معنية بالنشاط الثوري الميداني وعدم حجبه مواقع أباحية، لا بل بث فيديوات على يوتيوب لعمليات اغتصاب نساء سوريات على يد الجيش والأمن والشبيحة، قبل أن تقوم إدارة الموقع بحذفها بعد دقائق، أو إنشاء صفحات على فايسبوك من قبل شبيحة النظام لمعارضات وناشطات سوريات، ونشر أرقام هواتفهن المحمولة وصورهن، إن وجدت، والتشهير بهن وبسلوكاتهن وما إلى ذلك من اتهامات قذرة. أضف مشهد تلك الفتاة «سلمى»، والذي نشره موقع بي بي سي الإخباري، حيث قالت: نحن نحمل في أحشائنا أبناء الاغتصاب من قبل جنود بشار الأسد. وفي الجانب الآخر، نرى مشاهد التظاهرات وعمليات الإغاثة التي شهدت دوراً بارزاً ومهماً للمرأة منذ بداية الثورة، وهو الدور الذي غاب عن بعض المناطق التي سيطرت عليها جماعات متطرفة كجبهة النصرة وأخواتها، بسبب قمع هذه الجماعات لهنّ، على أرضية تطبيق الشريعة الإسلامية وبناء دولة الخلافة في سورية ما بعد الأسد. مع ذلك، لم تقف المرأة السورية عند هذه المشاهد المرعبة، بل تابعت طريقها إلى الحرية والمساواة في كثير من المجالات والمناطق الأخرى، محاوِلةً تجاوز تلك المعوقات وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، عبر مشاركتها له في معركة حرية سورية وخلاصها. فلتتفتح براعم الربيع السوري، وتزهر الحرية قي حدائق سورية الجديدة، ولو بعد أمَد. * ناشط سوري