برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة معرض الكتاب في الرياض أمس، في وقت لم تصل فيه كتب بعض دور النشر من بلد المصدر، أو أنها لا تزال في شاحنات النقل. وخلاف الأعوام الماضية، استقبل المعرض الجماهير في اليوم الأول للافتتاح والذي كان الحضور فيه محصوراً على الدعوات الرسمية فقط. وسارت حفلة الافتتاح بهدوء، إذ لم تحصل أية مشادات أو اعتراضات على المعرض وطبيعة البيع في دور النشر. ولوحظ خلو 20 في المئة من الدور المصرية من الكتب، وعند سؤال الناشرين عن السبب، أفاد بعضهم بأن التأخير من بلدهم، وعلق آخرون بأنهم لا يعرفون إن كان مصدر التأخير من السعودية أم من بلادهم، فيما أكد البعض الآخر أن الكتب وصلت متأخرة، ولم يتسن لهم وضعها في الدور وقت افتتاح المعرض، خصوصاً أنهم لم يتوقعوا استقبال الجماهير. وخلت 3 دور نشر أيضاً من تونس والمغرب وبريطانيا من الكتب، كما غابت دار الجمل للعام الثاني على التوالي ولم يسمح لها بالمشاركة وهي «ألمانية» مملوكة للعراقي خالد المعالي. وطغى على المعرض حضور جماهيري كبير بعد صلاة المغرب غالبيته من الرجال للتسوق من بعض دور النشر التي يعتقدون أن كتبها قد تنفذ سريعاً أو تتعرض للسحب أو ممنوعة رقابياً، فيما تم منع الجماهير من الحضور فور وصول وزير الثقافة والإعلام والضيوف المرافقين له حتى انتهاء حفلة الافتتاح. ونظراً للتوسع الذي أقيم داخل المعرض، تم تخصيص الخيام الخارجية لكتب الأطفال ليبدأ العمل فيها اليوم. وقال وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة في كلمته الافتتاحية: «في هذا الموسم يكرم المعرض كوكبة من النساء الرائدات في المملكة، من اللاتي أسهمن في عدد من المجالات العلمية والإنسانية والخيرية، وكان لهن دورهن المشرف في المجتمع، وأثبتن مع أخوات لهن أن المرأة السعودية حققت نجاحاً كبيراً في النهوض والرقي به». وأضاف: «باسمكم جميعاً أحييهن، وأقول لهن إن بلادكن تعتز بكن، وإننا نفخر بماحققته المرأة السعودية من إنجازات علمية ووطنية وإنسانية جليلة». وزاد خوجة: «نسعد في هذه المناسبة الثقافية الكبرى بتوقيع انطلاقة الكتاب الوثائقي المهم «العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، الذي قامت بإعداده مجموعة من أساتذة كلية التربية بجامعة أم القرى، تعبيراً عن الشكر والولاء والعرفان لخادم الحرمين الشريفين لما أسداه للعلم، كما أننا أصبحنا اليوم نشاهد ظاهرة جديدة بدأت مع المعرض ونمت معه، سنة بعد سنة، وهي ظاهرة دور النشر السعودية القوية، التي باتت تنافس أمثالها من دور النشر العربية، واستقطبت بسمعتها ومكانتها الكاتب السعودي والعربي، واكتسبت قيمة فكرية مميزة في معارض الكتب العربية والأجنبية». وأكد وزير الثقافة والإعلام أن المعرض «يتيح لنا أفقاًَ أرحب لقبول الآراء المختلفة، ولمعرفة كيف يفكر الآخرون، وماذا يحبون، وماذا يفضلون؟ لكن المعرض في كل أحواله، يمنحنا مساحة واسعة لعرض أفكارنا، ويعلمنا حكمة أن تتعدد ميولنا ورغباتنا، فبغير الاختلاف لا تنمو ثقافة، ولا تتكون أفكار، وبالتقاء الأفكار وحوارها يتقدم الفكر الإنساني، وتنفتح للبشرية أبواب جديدة، وليس سوى الكتب تفسح لنا هذا الطريق، تعلم وتثقف، وتهز ما ألفناه، فنتحاور معها، ونتفق ونختلف، وبذلك نبني فكراً جديداً، ونضيف لبنة إلى صرح الثقافة والحضارة».