شدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على أهمية تسوية الوضع الأفغاني، وقال في مستهل جلسة قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ستراسبورغ: «لا يحق لنا أن ننهزم في أفغانستان»، وانضمت اليه المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بالقول ان الأزمة الأفغانية «اختبار تاريخي تجب مواجهته». وأكد ساركوزي خلال جلسة العمل التي عقدها قادة دول حلف الأطلسي ال28، المجتمعون بمناسبة الذكرى ال60 لتأسيس الحلف: «لسنا ضد الأفغان بل نحن معهم والى جانبهم وعلينا تطوير الأفغنة»، مجدداً ترحيبه بالعمل مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، كما جدد ثقته به. مشيراً الى أن أوروبا ستكون «دعامة أقوى وأمتن» الى جانب الحلف، وأن «أوروبا ليست ضد الحلف انما مكملة له» وان هذا ما يدركه الرئيس الأميركية. وأشارت مركل في كلمتها الى انه بعد «حقبة من الحقد عرفنا كيف نستخلص العبر من الحرب العالمية الثانية»، وان الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي خير تعبير عن ذلك. ورحبت المستشارة الألمانية بالاستراتيجية التي اعتمدها أوباما حيال أفغانستان معتبرة ان الأزمة الأفغانية تشكل «اختباراً اضافياً وترتب علينا مسؤولية تاريخية ويجب مواجهة هذا الاختبار». وأضافت: «لا بد من مساعدة الأفغان وتأهيلهم للحؤول دون بروز إرهابيين في صفوفهم»، مشيرة «الى أهمية تعزيز الأجهزة الأمنية الأفغانية والمؤسسات الاقتصادية والمدنية». من جهته رحّب أوباما في كلمته بانضمام البانيا وكرواتيا الى الحلف، وذلك دليل على حيويتهما، وهنأ البلدين على الإصلاحات التي قاما بها وأدت الى ما هما عليه الآن. وبعد فراغه من إلقاء كلمته، رافق أوباما رئيسي البانيا وكرواتيا الى المنصة حيث وقّعا على معاهدة انضمامهما الى الحلف. احتفال رمزي وكان قادة الحلف بدأوا نشاطهم صباحاً باحتفال رمزي عند ضفتي نهر الراين، الذي يفصل بين مدينتي ستراسبورغ الفرنسية وكيهل الألمانية. وتضمنت المراسم التي أعدّت بعناية ودقة، عبور 27 من قادة الحلف تجمعوا على ضفة نهر الراين من جهة مدينة كيهل الجسر الذي يربطها بستراسبورغ، ولاقاهم الرئيس ساركوزي في منتصف الطريق، واصطحبهم الى الضفة الفرنسية. لكن الطابع الرسمي المؤثر للاحتفال، الذي وقف خلاله قادة الأطلسي دقيقة صمت حداداً على أرواح جنود الحلف الذين سقطوا في مناطق مختلفة، «شوّهه» تصرف وصف بأنه غير ديبلوماسي لرئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو برلوسكوني. فبينما كانت مركل ترحب بضيوفها منتظرة اكتمال عددهم لعبور الجسر، كان برلوسكوني مسترسلاً في حديث هاتفي، ما جعلها تمضي في الإجراءات الاحتفالية، خصوصاً أن ساركوزي كان ينتظر الجميع عند الضفة الأخرى.