يعد برنامج «حكي ع المكشوف» الذي يقدمه ماهر شلبي عبر قناة «الفلسطينية»، من أجرأ برامج الحوارات على الشاشات الفضائية الفلسطينية، الى درجة أن مراقبين وصفوا بعض حلقاته بأنه تجاوز «الخطوط الحمر» في انتقاد من لا يجرؤ آخرون على انتقادهم. ناقش شلبي، الذي انتقل إلى «الفلسطينية» من «تلفزيون فلسطين»، على مدار حلقات البرنامج قضايا ساخنة، من بينها المصالحة الفلسطينية والأوضاع الاقتصادية والفساد وقمع الحريات... وسواها من المواضيع، كما سلط الضوء على قضايا اتخذ على إثرها إجراءات فورية من جهات الاختصاص، مثل قضية الأغذية الفاسدة في الأراضي الفلسطينية، وتحديداً في الضفة الغربية. ولا ينكر شلبي أن سقف الحريات في قناة «الفلسطينية» ارتفع في شكل ملحوظ عما كان عليه الأمر حين كان يقدم «حكي ع المكشوف» على شاشة «تلفزيون فلسطين»، ويقول: «بالتأكيد سقف الحرية ارتفع. كنت آخذ بعين الاعتبار وأنا أقدم البرنامج في «تلفزيون فلسطين» أنني أعمل في مؤسسة حكومية، بالتالي وضعت لنفسي بعض الضوابط. البرنامج اختلف في هذا الاتجاه، اختلف في كونه لم يعد يتجه إلى المسؤولين بمقدار ما يتجه الى نقل صوت المواطن، بحيث يكون البرنامج أقرب إلى الناس مما كان عليه». ويضيف: «بعض الحلقات، وبخاصة في الفترة الأخيرة، اتجه نحو إتاحة المساحة كاملة لحديث فئات ربما لا تتاح لها الفرصة للتعبير عن نفسها، ومن بينها الشباب. كما أن البرنامج انفتح ليناقش قضايا اجتماعية وشبابية وحتى ثقافية، ولم يعد مقتصراً على القضايا السياسية على أهميتها، بحيث يعبر الناس عن أنفسهم، وليس المسؤول من يتحدث على الدوام، ومن هنا خصصت حلقات مفتوحة لمناقشة القضايا التي تهم المواطن، لاسيما أن القناة خاصة، وأجندتها هي أجندة الانحياز للمواطن الفلسطيني وهمومه، من باب أنه «لا بد للناس من رفع سقف مطالبهم، وأن يدافعوا عن حقوقهم»، ومهمتنا كإعلام محايد المساهمة في تعريف الناس بحقوقهم». ويرفض شلبي مقولة أنه ينتقد الجميع في برنامجه باستثناء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما يستهجن وصفه ب «صحافي الرئيس» أو «صحافي القيادة». ويقول: «لا أنكر علاقتي بالرئيس، ولا أنكر دعمه الكبير لهذا التوجه الإعلامي الناقد بطريقة بناءة. دعم الرئيس ومطالبته المستمرة برفع سقف الحريات واضح ولا شك فيه، وربما ألتقط هذا الدعم أكثر من غيري، ففي مجتمعات كمجتمعاتنا، تعيش ظروفاً كالتي نعيشها، ليس من السهل العمل في بحر متلاطم وأجواء تخلو من الحريات. وفي إحدى الحلقات وجهت نقداً واضحاً للقيادة وللرئيس، وكانت خلال حوار مع رئيس الوزراء سلام فياض، لكنه ليس نقداً من أجل النقد. وحين انتقد حركة «فتح» فالنقد يطاوله لأنه رئيسها، والأمر ذاته ينطبق على الحكومة التي هي حكومته، ومنظمة التحرير التي هو رئيس لجنتها التنفيذية». وعن تسمية البرنامج، وما إذا كانت شكلت جدلاً بين إدارة تلفزيون فلسطين و «الفلسطينية»، بعد انتقاله من الأولى إلى الثانية، يقول: «البرنامج ارتبط بي كمعد ومقدم له وصاحب فكرته، والأمر ذاته ينطبق على برنامجي «أرزة وزيتونة»، وتفهمت إدارة «تلفزيون فلسطين» ذلك، وبقي «حكي ع المكشوف». ويشير شلبي الى أن قناة «الفلسطينية» عبر «حكي ع المكشوف» ومعظم برامجها، تعمل على المساهمة في رفع سقف الحريات الإعلامية وحق الناس في المعرفة من دون مواربة. ويختم قائلاً: «في «حكي ع المكشوف» أقول كل شيء من دون ضوابط، إلا الحقيقة ومصلحة المواطن قبل أي شيء آخر».