سيول، واشنطن، موسكو - رويترز، يو بي أي، أ ف ب - نقل عن مسؤول كوري جنوبي قوله إن الأحوال الجوية السيئة ربما دفعت كوريا الشمالية لإرجاء إطلاق صاروخ أمس، وهو اليوم الأول من خمسة أيام أشارت بيونغيانغ إلى احتمال إطلاق الصاروخ خلالها. ويُنظر اليه على أنه اختبار خفي لصاروخ طويل المدى الأمر الذي ينتهك قواعد الأممالمتحدة. وأفادت هيئة الأرصاد الجوية الكورية الجنوبية أن المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي في كوريا الشمالية، وهي موقع قاعدة الصواريخ ملبّدة بغيوم كثيفة وتتعرض لرياح عاتية. وتشير توقعات الأرصاد إلى أن الأحوال الجوية المتوقعة اليوم وغداً ستكون أفضل وستخف سرعة الريح. وركّبت كوريا الشمالية أجهزة التفتيش الآلية والرادار وكاميرات المراقبة حول المنصة أمس، وكررت عمليات فتح غطاء الجزء الأعلى من الصاروخ «أونها – 2» الذي يشتبه في أنه يحمل رؤوساً نووية أو قمراً إصطناعياً من طراز ««كوانغ ميونغ سونغ 2» إلى الفضاء. والصاروخ «أونها-2» الذي يطلق عليه أيضا «تايبودونغ-2» يبلغ مداه 6700 كلم، وهو قادر نظرياً على بلوغ الاسكا في الأراضي الأميركية. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون ان إطلاق بيونغيانغ لصاروخها سيجرى خلال ساعات، إذ تبيّن ان «الجيران الشماليين» ثبتوا كاميرات مراقبة في ثلاثة مواقع حول منصة الإطلاق في قاعدة «موسودان ري» في بلدة هواديه بإقليم هام كوينغ. وبالتزامن مع ذلك عقد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك اجتماعا طارئاً مع الوزراء المعنيين بعد تلقي معلومات تشير إلى اقتراب موعد إطلاق الصاروخ. وقال مسؤول في قصر الرئاسة ان الاجتماع خصص لمناقشة التدابير المناسبة للمواجهة. وأضاف: «انتهى الاجتماع الطارئ وتأكدنا من أن الشمال لن يطلق صاروخاً اليوم (أمس)». وأوضح أن سيول ستبدأ عند الساحة الحادية عشرة من صباح اليوم الاستعداد مجدداً تحسباً لإطلاق محتمل للصاروخ. ورجّح المصدر الحكومي أيضاً أن يكون التأجيل تم بهدف جذب الاهتمام الدولي. وعقدت هيئة الأركان في الجيش الكوري الجنوبي أيضاً اجتماعاً طارئاً بحثت فيه الإجراءات المطلوبة لمواجهة عملية الإطلاق. وأثارت الحكومة اليابانية بلبلة باعلانها أمس عن اطلاق الصاروخ قبل أن تعود عن هذا الاعلان. وجاء في بيان لمركز ادارة الأزمات الياباني ان «المعلومة التي أعطاها المركز كانت خاطئة. لم يتأكد انطلاق أي جسم طائر». وكانت كوريا الشمالية تسببت في أزمتين دوليتين عام 1998 باطلاق صاروخ بعيد المدى من طراز «تايبودونغ - 1» حلّق فوق مناطق من اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادىء. وتسببت بيونغيانغ بأزمة دولية أخرى حين أطلقت في 4 تموز(يوليو) 2006 سبعة صواريخ أحدها من طراز «تايبودونغ- 2»، انفجر بعد40ثانية من اطلاقه. وكانت عملية الاطلاق الأخيرة موضع تنديد المجتمع الدولي وأدت الى اتخاذ قرار من مجلس الأمن مرفق باجراءات ملزمة. وبحسب صحف يابانية فإن كوريا الشمالية نشرت بوارج حربية في بحر اليابان قبالة ولاية اكيتا، لجمع معلومات حول عملية الاطلاق على ما يبدو. وأوردت صحيفة يوميوري شيمبون ان مطاردات كورية شمالية من طراز «ميغ-23» تجري طلعات دورية فوق موقع الاطلاق المفترض. وتوعدت الحكومة اليابانية التي نشرت بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ في طوكيو ومحيطها، باسقاط أي آلية تهدد أراضيها. رسالة أميركية واستنفار روسي من جهته، أعلن الموفد الأميركي الى كوريا الشمالية ستيفن بوسورث انه لا يزال يأمل ان يحجم الكوريون الشماليون عن إطلاق الصاروخ، موضحاً انه في حال نفذت تلك العملية، فان الولاياتالمتحدة ستجري مع شركائها داخل مجلس الأمن «مشاورات نشطة حول كيفية التحرك في شكل ملائم». وزاد: «نعتقد ان تحدي قرار لمجلس الأمن هو خطوة ستؤدي الى تداعيات معينة»، لافتاً الى القرار 1718 الذي صدر عام 2006. وتابع مستدركاً: «نواصل باهتمام كبير انتظار استئناف المفاوضات السداسية حول نزع السلاح النووي ما ان ينقشع الغبار. هذا الأمر يظل هدفنا على المدى الطويل، ونأمل العودة الى هذا الهدف ضمن مهلة معقولة قدر الإمكان». على صعيد آخر، أعلن ناطق باسم القوات الجوية الروسية أمس كما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» ان هذه القوات «مستعدة بالكامل للرد» في حال إطلاق صاروخ كوري شمالي. وقال الضابط المكلف العلاقات مع الصحافة سيرغي روشتشا ان وحدات سلاح الجو والدفاع الجوي المضاد في أقصى شرق «مستنفرة على مدار الساعة». ونقلت قناة «فيستي 24» التلفزيونية الروسية عن روشتشا أن «أنظمة دفاع جوي مضاد من طراز «أس 300» ستكون قادرة على ضرب أهداف مهما كان الارتفاع»، مشدداً على ان «الهدف الرئيس لروسيا هو الا يسقط الصاروخ (على أراض روسية) ويخلف قتلى».