أظهرت بيانات وزارة العمل الإسبانية أمس أن عدد العاطلين من العمل تجاوز الخمسة ملايين في شباط (فبراير) الماضي، فيما سجل الاقتصاد انكماشاً بعدما فرضت الحكومة خفضاً كبيراً في الإنفاق. وأشارت إلى أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للاستفادة من إعانات البطالة ارتفع نحو 59444 ألفاً، ما نسبته 1.19 في المئة خلال الشهر الماضي، ليصل عددهم الإجمالي إلى 5.040222 بينما تستمر الشركات في كل القطاعات بالاستغناء عن عمال وموظفين. وارتفعت نسبة العاطلين من العمل إلى 26.02 في المئة خلال الربع الرابع من العام الماضي، وهي الأعلى منذ العام 1975. زيادة الضرائب وفرضت الحكومة المحافظة اقتطاعات كبيرة في النفقات وزيادة في الضرائب بهدف توفير 150 بليون يورو بين عامي 2012 و2014، ما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة. وتتوقع الحكومة انكماشاً نسبته 0.5 في المئة هذه السنة، يليه نمو نسبته 1.2 في المئة العام المقبل، وهي توقعات أكثر تفاؤلاً من توقعات معظم المحللين والمنظمات الدولية. وارتفع عدد العاطلين من العمل المسجلين في قطاع الخدمات نحو 39788 شخصاً، وفي قطاع الصناعة 1581، والزراعة 4882 والبناء 1377. إلى ذلك استعد العاملون في شركة طيران «ايبيريا» الاسبانية لتعطيل نحو 1300 رحلة جوية في ثاني جولة من إضرابات مدتها خمسة أيام بدأت أمس احتجاجاً على الخفوضات الكبيرة في الوظائف والرواتب في تلك الشركة التي تكبدت خسائر. ويذكر ان «ايبيريا» هي جزء من مجموعة «انترناشيونال ارلاينز» التي تعهدت الأسبوع الماضي الاستمرار في خطط للاستغناء عن 3800 وظيفة، أو 19 في المئة، في شركة الطيران الاسبانية التي تواجه مشكلات، على رغم سخط النقابات. ورتبت النقابات التي تمثل الأطقم الأرضية والجوية، إضرابات لمدة ثلاثة أسابيع خلال شباط (فبراير) الماضي والشهر الجاري، في حين تشير تقديرات إلى أن كل يوم إضراب يكلف «ايبيريا» مليون يورو. ومن المزمع تنظيم الجولة الأخيرة من الإضرابات بين 18 و22 الجاري. وتمثل هذه الاضرابات ضربة لاقتصاد اسبانيا المعتمد على السياحة مع استعداده لموسم الربيع والصيف، إذ تساهم السياحة في11 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وألغت «ايبيريا» 431 رحلة هذا الأسبوع، كما ستتوقف 850 رحلة تديرها شركات أخرى.