القدس المحتلة، باريس، انقرة - أ ف ب - أحيت السلطات الاسرائيلية مشروعاً قديماً لبناء 450 وحدة سكنية في حي استيطاني في القدسالشرقية في وقت يتحدث مسؤولون اسرائيليون عن وقف موقت للاستيطان.وأفادت صحيفة «هآرتس» في ملحقها الاقتصادي ان من المتوقع ان تطلق مصلحة أملاك الدولة الاسرائيلية هذا المشروع الذي كان مطروحاً سابقاً في استدراج عروض في حي «بسغات زئيف» الاستيطاني في القدس. ولم يكن استدراج العروض ادى الى اي عقد في تشرين الاول (اكتوبر) عام 2008، إذ اعتبرت الإدارة الاسرائيلية العروض المقدمة لها غير مرضية. واوضحت الصحيفة ان مصلحة أملاك الدولة قررت في نهاية المطاف خفض مستوى مطالبها والموافقة على بعض العروض، على ان تبدأ أعمال البناء بعد ستة اشهر. وكانت اسرائيل أعلنت اول من امس تحت ضغط واشنطن استعدادها لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية موقتاً عبر وقف طلبات استدراج العروض لبناء وحدات سكنية حتى بداية عام 2010 من دون ان يطاول التجميد مشاريع البناء الخاصة. وأشاد الرئيس باراك اوباما بالقرار الاسرائيلي، معتبراً في ختام لقاء مع الرئيس حسني مبارك في البيت الأبيض انها «خطوة في الاتجاه الصحيح» من جانب اسرائيل، فيما اعتبرت السلطة الفلسطينية الخطوة الاسرائيلية مناورة تهدف الى تمويه متابعة الاستيطان من أطراف خاصة وبلديات (بتمويل من الدولة). ويقيم نحو 300 الف مستوطن في الضفة المحتلة، كما انتقل اكثر من مئتي الف مستوطن للإقامة في 12 حي استيطاني اقيمت في القدسالشرقية. في غضون ذلك، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال امس ان فرنسا تأمل في ان تترجم ارادة اسرائيل بوضع حد للاستيطان في الضفة واقعاً على الارض، وان تشكل «مرحلة اولى نحو تجميد تام للاستيطان». وقال الناطق: «في حال تأكد هذا القرار رسمياً وطبق على الارض، سيكون خطوة ايجابية ومرحلة اولى نحو تجميد تام للاستيطان في الضفة والقدسالشرقية. تأمل فرنسا وشركاؤها الاوروبيون في ان تتم وفقاً لخريطة الطريق». وتابع الناطق ان باريس ترغب في «تحريك عملية السلام لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام وامان الى جانب دولة اسرائيل». واضاف ان فرنسا كما اكد الرئيس نيكولا ساركوزي الثلثاء للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، مقتنعة بأن «مبادرة دولية ستحدث ديناميكية حقيقية للسلام» بين الاسرائيليين والفلسطينيين. واوضح: «لهذه الغاية نواصل المشاورات الوثيقة مع الدول الرئيسية في المنطقة، خصوصاً مصر والولايات المتحدة». الى ذلك، طالبت تركيا والأردن أمس اسرائيل بوقف الاستيطان، خصوصاً في القدسالمحتلة. وقال وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الاردني ناصر جودة ان «على اسرائيل ان تتصرف بمسؤولية في قضية المستوطنات، خصوصاً تلك القائمة في القدسالشرقية». واضاف: «اذا كانت هناك رغبة حقيقية في السلام فقد حان الآن الوقت لإثباتها». وقال الوزير الاردني ان الجانبين يعتبران أن «الأعمال الأحادية في القدسالشرقية تضر بعملية السلام لأنها لا تقوض الثقة فحسب وانما لأنها ايضاً اعمال غير مشروعة». في غضون ذلك، طالب الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح الأمة العربية بتقديم أقصى أنواع الدعم المالي والسياسي والإعلامي لأهل القدس ومقدساتها ومؤسساتها العربية لوقف المخطط العدواني العنصري الاسرائيلي. واستنكر في بيان أمس لمناسبة الذكرى الأربعين لحريق المسجد الأقصى، السياسات والممارسات والإجراءات العنصرية الإسرائيلية فى مدينة القدسالمحتلة، مؤكداً رفض الجامعة هذه السياسة.