انتهى أمس فصل آخر من معاناة أسرة الدوسري، بمواراة جثمان ابنها ناصر الدوسري، الذي توفي في سجن الناصرية (جنوببغداد) الثرى، بعد أن وصل مساء أول من أمس، إلى مطار الملك فهد الدولي في الدمام، قادماً من العاصمة الأردنيةعمان. إذ تمت الصلاة عليه في الجامع الكبير في محافظة النعيرية، بعد صلاة الجمعة، وسط عدد كبير من المشيعين الذين توافدوا للصلاة عليه، وسط حال من الحزن العام، الذي ارتسم على وجوههم، وبخاصة وجوه ذويه، الذين كانوا يترقبون جثمانه منذ أكثر من أسبوعين. كما سادت حال من الحزن محافظة النعيرية، وهي تواري الثرى أحد أبنائها في يوم عرفة، وقبل ساعات من حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، إذ استبدلت أفراح العيد بأحزان العزاء، وهي تستقبل المعزين على مدار ثلاثة أيام، لتنتهي بذلك فصول قصة شاب كان حلمه أن يعود إلى أرض الوطن بعد أعوام من التنقل بين سجون العراق. وكان حلم عائلته تزويجه، بيد أنه عاد لهم جثة هامدة. دموع وحزن هي أبرز ملامح الجنازة وعنوانها الرئيس، الذي استقبلت عائلته جثمانه وإلى اللحظة الأخيرة التي دفن فيها. ولم يعرف حتى هذه اللحظة إذا قد تبين أثناء غسل الجثمان، وجود آثار تعذيب على الجثة أم لا. وكان جثمان الدوسري وصل مساء الخميس الماضي إلى مطار الملك فهد الدولي، واستقبله ذووه مع عدد من المسؤولين، إضافة إلى المشرف على إعادة الروابط الأسرية في هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية عويش المطيري، الذي أكد أن «مدير إدارة العلاقات الدولية المشرف العام على برنامج إعادة الروابط الأسرية الأمير بندر بن فيصل، وجه بتذليل جميع الصعوبات في نقل جثمان المتوفى إلى محافظة النعيرية، على نفقته الخاصة. كما تابع نقل الجثمان منذ تسلمه من سفارة المملكة في الأردن، وحتى تسلمه من ذويه في الدمام». يذكر أن المعتقل السعودي ناصر الدوسري، حكم عليه في وقت سابق بالإعدام، بعد أن وجهت له تهمة «تجاوز الحدود العراقية بشكل غير نظامي». فيما تم استئناف الحكم، ليتم الحكم عليه بالسجن لمدة 17 عاماً، تنقل بعدها في عدد من السجون، قبل أن تعلن وزارة العدل العراقية، وفاته نتيجة إصابته ب «فشل كلوي» كان يعاني منه. وواجه نقل جثمانه بعض المعوقات التي حالت دون التعجيل في نقله وتسليمه لذويه. فيما تواصلت السفارة السعودية في الأردن مع ذويه لتوفير بعض المستندات الثبوتية، التي طالبت بها السلطات العراقية قبل تسليمه للهلال الأحمر العراقي، الذي قام بتفويض من السفارة السعودية في الأردن، بتسلم الجثمان وترحيله من مطار بغداد، ومن ثم إلى مطار العاصمة الأردنية عمّان.