أعلن «مجلس شورى ثوار بنغازي» سيطرته على المنطقة السكنية في بنينا القريبة من مطار بنغازي، إثر اشتباكات مع القوات التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ما اسفر عن سقوط 36 قتيلاً و107 جرحى غالبيتهم من عناصر قوات حفتر. وتواصلت امس، الاشتباكات بين الجانبين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في محيط مطار بنينا الدولي، كما قال عضو «مجلس شورى بنغازي» جلال مخزوم في تصريح لوكالة «أجواء نت» الليبية. وقال ناطق باسم القوات الخاصة المنضوية في اطار عملية «الكرامة» بقيادة حفتر إن «36 شخصاً بينهم جنود في الجيش والشرطة قتلوا الخميس، بعد ثلاث هجمات بسيارات مفخخة اعقبتها اشتباكات بين الجيش ومليشيات إسلامية كانت تتقدم باتجاه المطار»، في اشارة الى قوات «مجلس شورى ثوار بنغازي» المتحالف مع «فجر ليبيا». وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «حصيلة القتلى ارتفعت بعدما توفي الكثير من الجرحى متأثرين بجروحهم»، مشيراً إلى أن هذه «الإحصائية رسمية من مستشفيي المرج والأبيار حيث نقل الجرحى. ونشرت الصفحة الرسمية للقوات الخاصة و«الصاعقة» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أسماء القتلى ال 36. وقال المصدر إن «هجومين نفذا بسيارتي إسعاف مفخختين استهدفتا نقطتين أمنيتين حول المطار تبعهما انفجار سيارة مفخخة ثالث في المنطقة السكنية في بنينا لدى مرور موكب للجيش». وتضاربت الأنباء حول ما إذا كانت التفجيرات انتحارية أم انها تمت عن بعد عقب إيقاف السيارات بالقرب من مواقع الجيش. وقال المصدر إن «التفجيرات تبعها تقدم لقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، ودارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط المطار مع الجيش، حتى تم صدّها وتكبيدها خسائر من خلال غارات جوية وقصف مدفعي». غير ان «مجلس شورى الثوار» وزع شريط فيديو يظهر تقدم قواته داخل المنطقة السكنية في بنينا. في الجنوب الليبي، اتفق أعيان قبيلتي اولاد سليمان والقذاذفة على هدنه إنسانية لمدة 20 يوماً في المعارك الدائرة بينهما في سبها والتي سقط على أثرها عدد من القتلى والجرحى. وأُبرمت الهدنه بإشراف «مجلس حكماء وشورى مصراتة» و «المجلس البلدي في سبها» و «القوة الثالثة» المكلفة حماية الجنوب وأعيان ومشايخ محليين. ونصت الهدنة على انتشار «القوة الثالثة» في منطقة الاشتباكات، إضافة إلى توفير الحماية للعاملين في الشركة العامة للكهرباء لصيانة محطة المنشية، وإعادة الحياة الي طبيعتها. في غضون ذلك، جرت عملية تبادل اسرى بين مصراتة والزنتان برعاية اعيان المدينتين. وأتت عملية تبادل الاسرى بعد محادثات استمرت اكثر من اسبوعين في مدينة صبراتة، تكللت الاربعاء الماضي، بتبادل الأسرى البالغ عددهم 59 أسيراً، 22 من مصراتة و37 من الزنتان. وقال محمد عبدالعال عضو لجنة الحكماء في مصراتة ل «وكالة أنباء التضامن» إن تبادل الأسرى بين مصراتة والزنتان كان هدية لكل العائلات الليبية التي غاب عنها أبناؤها وذلك لمناسبة عيد الأضحى المبارك. كذلك أفرجت الجهات القضائية في مدينة مصراته عن 97 سجيناً من أسرى «حرب التحرير» ضد نظام معمر القذافي. وتعود أصول المفرج عنهم الى مدن مصراتة وزليتن وترهونة والعجيلات وبعض مدن المنطقة الجنوبية. وأكد مصطفى القليب وزير العدل في حكومة الإنقاذ الوطني التي يرأسها عمر الحاسي، أن عملية الإفراج عن الأسرى ال97 المحتجزين في سجون مدينة مصراتة، أتت في إطار سعي أجهزة القضاء لرأب الصدع بين المدن الليبية وإنجاح جهود المصالحة الوطنية. وأكد وزير العدل في حكومة الإنقاذ أنها «ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها سراح عدد من المسجونين والموقوفين لدى الجهات القضائية في مصراتة، إذ أفرجت هذه الجهات عن عدد من المسجونين في مرات سابقة». على صعيد آخر، أعرب أعضاء مجلس الأمن عن استعدادِهم لاستخدام العقوبات الواردة في القرار 2174 بحق كل من يهدد السلام أو يُقوِّض الانتقال السياسي في ليبيا، وشددوا على التزامهم سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها. وأكَّد أعضاء مجلس الأمن في بيان اول من أمس دعمَهم للجهود المبذولة لمعالجة الخلافات بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، من خلال الحوار السلمي والشامل في إطار عملية سياسية. ودعا الأعضاء كل الأطراف إلى نبذ العنف والانخراط في العملية السياسية، مرحبين بحوار غدامس نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي بين أعضاء مجلس النواب والبرلمانيين المقاطعين لجلساته، واصفين الحوار بأنه «حل سلمي للمأزق السياسي الراهن في ليبيا».