هناك نوعان من الاستثمار في بلادنا، طويل التيلة وقصيرها، القصير على اسمه، أما طويل التيلة، فهو أطول نفساً، وله جذور تضرب في أعماق الأرض، حادثة إصابة أطفال في ملاهي بانوراما في الرياض أعادت إلى الذاكرة كيف أقفلت محال صغيرة للألعاب الإلكترونية في زمن مضى، ثم ظهرت بقوة من خلال ما أُطلق عليه «المدن» الترفيهية، خسر من خسر، وربح من ربح، الرابح دائماً يربح دائماً، هذا من تاريخ الترفيهي! لكن ما الذي «يتعلمه» الطفل من ألعاب خطرة سوى التهور ورخص قيمة الحياة؟ وهو ما ينعكس لاحقاً على سلوكياته في المنزل والشارع، «يتعلمه» هنا، لأنه يذهب إليها تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، سواء كان في مدرسة حكومية أم خاصة، ولا أعلم كيف يتم السماح بمثل هذه الألعاب على رغم خطورتها، هل لأنها موجودة في بلدان أخرى؟ حسناً ماذا عن هذه البلدان واشتراطات السلامة فيها؟ نستورد الآلات من دون نظم ومعايير وطواقم. جرى التهوين من حادثة إصابة 12 طفلاً في مجمع بانوراما مول بالرياض، على رغم إصابات خطرة لأطفال في حال صعبة، لم نر مهندساً متخصصاً من الشركة المالكة يتحدث في كل الأخبار المنشورة بالصحف، من الطبيعي، و«لا يزال التحقيق مستمراً»، سيقال إنه خطأ فني، الأخير لا ينتج إلا من خطأ بشري، وهذه الأنشطة غرضها تعظيم الأرباح أولاً وأخيراً، وانظر إلى عمالتها ومستواها «الفني»! لتفكر وزارة التربية والتعليم في اسمها ملياً، هي مسؤولة عن الطلبة والطالبات في المدارس الحكومية والخاصة الحضور الفاعل والمسؤول واجب عليها، فلا يتم تحويل طلبة وطالبات المدارس إلى «جماعات» من المستهلكين تحت الطلب يتم توجيهها للبيع والترفيه وغيرهما! www.asuwayed.com @asuwayed