تعرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس الى انتقادات شديدة من اسرائيل وواشنطن والاممالمتحدة بسبب وصفه الصهيونية بأنها «جريمة ضد البشرية». ففيما اعتبرت الولاياتالمتحدة هذه المواقف «مسيئة وخاطئة»، وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها «تصريحات سوداء وكاذبة». وكان اردوغان قال امام منتدى نظمته الاممالمتحدة في فيينا الاربعاء الماضي: «تماماً مثل الصهيونية ومعاداة السامية والفاشية، فمن الحتمي ان تعتبر معاداة الاسلام جريمة ضد الانسانية». ودأب اردوغان خلال السنوات الماضية على توجيه انتقادات شديدة لسياسات اسرائيل، ما ادى الى توتير العلاقات بين الجانبين اللذين كانا حليفين قويين. وتعاني العلاقات من الجمود منذ عام 2010 عندما قتل كوماندوس اسرائيليون تسعة أتراك إثر اقتحام سفينتهم التي كانت تنقل مساعدات الى قطاع غزة المحاصر. وترددت خلال الأسابيع القليلة الماضية تقارير في الصحف التركية والاسرائيلية عن جهود تبذل لإصلاح العلاقات، بما في ذلك عقد اجتماع ديبلوماسي على مستوى عال في وقت سابق هذا الشهر في روما. وفي رد فعل على تصريحات اردوغان، افاد بيان من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي انه «يندد بقوة بتصريح (اردوغان) عن الصهيونية وتشبيهها بالنازية»، ويعتبره «إعلاناً مظلماً وزائفاً على غرار ما كنا نعتقد انه أصبح شيئاً من التاريخ». كما أدان رئيس تجمع الحاخامين في أوروبا بنحاس غولدشميت تصريح اردوغان، وقال في بيان ارسل عبر البريد الالكتروني: «هذا هجوم جاهل ومفعم بالكراهية ضد الشعب اليهودي وضد حركة جوهرها السلام... ينقل اردوغان الى مستوى (الرئيس) محمود احمدي نجاد... والى الزعماء السوفيات الذين استخدموا معاداة الصهيونية كتعبير مخفف لمعاداة السامية». واضاف ان «التهكم في هذه التعليقات لن يغيب عن عائلات من ذبحوا اثناء المذبحة الارمنية، وهي جريمة ما زالت لم تعترف بها الحكومة التركية». وفي اطار الرد الاميركي، صرح الناطق باسم مجلس الامن القومي تومي فيتور: «ندعو الناس من جميع الاديان والثقافات والافكار الى ادانة هذه الاعمال الكريهة والتغلب على الخلافات التي تسود وقتنا الحاضر». ومن المتوقع ان تهيمن هذه التصريحات على زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لأنقرة امس المخصصة للبحث في الأزمة السورية. وقال مسؤول اميركي لدى وصول كيري امس الى تركيا: «أنا على يقين أن وزير الخارجية سيقول ذلك مباشرة لرئيس الوزراء» التركي. واضاف: «إن وقف التعاون (بين تركيا واسرائيل) امر مؤسف للغاية، وسنستمر في مطالبة تركيا والبلدين بالقيام بما هو ضروري لتطبيع علاقاتهما المهمة». وتابع: «اظن اننا لم نستمع الى مثل هذه التصريحات في السابق، وانا واثق ان وزير الخارجية سيعبر بوضوح عن درجة ذهولنا لسماعها». واضاف: «ان وجود مثل هذه الاختلافات المهمة يعقّد قدرتنا على القيام بكل ما نريد القيام به معاً». كما دان التصريحات الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان حاضراً عندما أدلى اردوغان بتصريحاته في المنتدى العالمي لتحالف الحضارات، وقال: «الامين العام يعتقد أن من المؤسف اطلاق مثل هذه التصريحات الجارحة التي تؤدي الى انقسامات في اجتماع ينعقد تحت عنوان القيادة المسؤولة». وأضاف: «الامين العام سمع تصريحات رئيس الوزراء من خلال مترجم... واذا كانت تلك التصريحات ترجمت بطريقة صحيحة، فهي اذن خاطئة، لانها تتناقض مع المبادئ التي يقوم عليها تحالف الحضارات». من جانبه، ندد رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية بالهجمة الصهيونية-الاميركية ضد اردوغان. واعتبر في تصريحات وصلت الى وكالة «سما» ان تصريحات اردوغان ووصفه للصهيونية بأنها «جريمة ضد الانسانية» بالصائبة والصادقة وتكشف زيف الحركة الصهيوينة، كما تنسجم مع مواقفه الثابته من القضية الفلسطينية وتعكس الالتزام التركي تجاه فلسطين.