تعرض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس لانتقادات شديدة من إسرائيل وواشنطنوالأممالمتحدة بسبب تصريحات وصف فيها الصهيونية بأنها «جريمة ضد البشرية». ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تلك التصريحات بأنها «تصريحات سوداء وكاذبة اعتقدنا أنها انتهت من العالم». وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي: إنه يندد بقوة بتصريح اردوغان بشأن الصهيونية وتشبيهها بالفاشية. ونقل عن نتنياهو قوله :هذا إعلان مظلم وزائف على غرار ما كنا نعتقد أنه أصبح شيئاً من التاريخ. وقال بنحاس جولدشميت كبير حاخامين موسكو ورئيس مؤتمر الحاخامين الأوروبيين: إن انتقاد اردوغان للصهيونية يرقى لأن يكون معاداة للسامية. واضاف جولدشميت في بيان ارسل عبر البريد الالكتروني :هذا هجوم جاهل ومفعم بالكراهية ضد الشعب اليهودي وضد حركة جوهرها السلام.. ينقل رئيس الوزراء اردوغان الى مستوى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.. إلى الزعماء السوفييت الذين استخدموا معاداة الصهيونية كتعبير مخفف لمعاداة السامية. وقال: إن التهكم في هذه التعليقات لن يغيب عن عائلات من ذبحوا أثناء المذبحة الأرمنية وهي جريمة ما زالت لم تعترف بها الحكومة التركية. ودأب اردوغان خلال السنوات الماضية على توجيه انتقادات شديدة لسياسات إسرائيل ما أدى إلى توتير العلاقات بين البلدين اللذين كانا حليفين قويين. والأربعاء قال اردوغان امام منتدى نظمته الأممالمتحدة في فيينا: «تماما مثل الصهيونية ومعاداة السامية والفاشية، فمن الحتمي ان تعتبر معاداة الإسلام جريمة ضد الإنسانية». وقالت واشنطن، حليفة إسرائيل: إن «وصف الصهيونية بأنها جريمة ضد الإنسانية .. مسيء وخاطئ». وطبقاً لما ذكرته وسائل الإعلام التركية قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمام منتدى تحالف الحضارات التابع للامم المتحدة : كما هو الحال مع الصهيونية ومعاداة السامية والفاشية أصبح من المستحيل ألا نعتبر الخوف المرضي من الإسلام «الإسلاموفوبيا» جريمة ضد الإنسانية. وصرح تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي: «ندعو الناس من جميع الاديان والثقافات والافكار الى إدانة هذه الاعمال الكريهة والتغلب على الخلافات التي تسود وقتنا الحاضر». وكذلك دان تلك التصريحات متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان حاضراً عندما ادلى اردوغان بتصريحاته في المنتدى العالمي لتحالف الحضارات. وقال: إن «الامين العام يعتقد انه من المؤسف اطلاق مثل هذه التصريحات الجارحة والتي تؤدي الى انقسامات في اجتماع ينعقد تحت عنوان القيادة المسؤولة». واضاف: ان «الامين العام سمع تصريحات رئيس الوزراء من خلال مترجم». وتابع «اذا كانت تلك التصريحات قد ترجمت بطريقة صحيحة، فهي اذن خاطئة لانها تتناقض مع المبادئ التي يقوم عليها تحالف الحضارات». وتعاني العلاقات بين اسرائيل وتركيا من الجمود منذ عام 2010 عندما قتل كوماندوس اسرائيليون تسعة أتراك اثر اقتحام سفينتهم التي كانت تنقل مساعدات الى قطاع غزة المحاصر. وترددت خلال الاسابيع القليلة الماضية تقارير في الصحف التركية والاسرائيلية بشأن جهود تبذل لإصلاح العلاقات بما في ذلك عقد اجتماع دبلوماسي على مستوى عال في وقت سابق هذا الشهر في روما. ولم تؤكد اي من حكومتي البلدين هذه التقارير. ولم يتسن على الفور الاتصال بأحد في وزارة الخارجية التركية للتعليق على الانتقاد الجديد من مجمع الحاخامين أو من جانب نتنياهو. وتنفي تركيا التي اسست كجمهورية بعد انهيار الامبراطورية العثمانية ان اعمال القتل هذه كانت عملية ابادة وتقول: ان كلا الجانبين فقدا ارواحا في قتال مميت اثناء فوضى الحرب. ومؤتمر الحاخامين الاوروبيين جماعة تضم 700 زعيم ديني في اوروبا حيث يقدر ان 7ر1 مليون يهودي يعيشون هناك. ويعيش حوالي 17 الف يهودي في تركيا التي يبلغ عدد سكانها 76 مليون نسمة.