كعادتها نجحت نتائج المشاركات الخارجية للأندية السعودية في خلق عاصفة من الارتباك في معسكرات الفرق المشاركة، فتحول المشهد أمس وبشكل سريع إلى ساحة من الأحداث المتسارعة، على الأقل في مقار كل من الأهلي والنصر والهلال، فأقال الأول مدربه، وعاقب الثاني لاعبه بالإيقاف، فيما سارعت جماهير الثالث إلى تداول أنباء تؤكد رحيل الرئيس وقدوم آخر للاستقرار على الكرسي الشاغر لأربعة مواسم مقبلة، الأمر لم يتوقف عند الأندية، إذ أصدر الاتحاد السعودي بياناً. أحداث أمس الصاخبة لم تعكس على الأقل حال المباراة التي لعبها الأهلي، الذي نجح في خطف أول ثلاثة نقاط له في البطولة الآسيوية بعد أن هزم ضيفه الغرافة القطري بثنائية من دون رد. في الهلال بدت الصورة أكثر ضبابية، إذ قاد الهجوم الجماهيري الحاد على إدارة الفريق إلى تداول أنباء عن نية رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد التقدم باستقالته قبل نهاية الموسم، ورشّحت تلك الأنباء الأمير أحمد بن سلطان لتولي المنصب «الأزرق» الشاغر. الأخبار الهلالية عززها الحضور المكثف للأمير الشاب في تدريبات الفريق الأخيرة، إضافة إلى العلاقة الجيدة التي تربطه بإدارة الفريق ولاعبيه، ومعرفته التامة بأوضاع الهلال وحاجاته في الفترة المقبلة. أصوات هلالية «جماهيرية» على الطرف الآخر استغربت تلك الأخبار، خصوصاً أن قدوم أي رئيس جديد في الفترة الحالية لا يخدم الفريق ولا القادم الجديد، في ظل عجزه عن تسجيل أي لاعب مع إغلاق فترة التسجيل، ما يعني بقاء الفريق مع أي رئيس على وضعه الحالي، على الأقل حتى نهاية الموسم. ولم ينجح حديث مدرب الهلال الكرواتي زلاتكو في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مباراة العين في امتصاص الغضب الجماهيري، خصوصاً بعد أن أكد أنه لم يكن قادراً على الاستفادة من خدمات لاعب المحور الكولمبي الجديد غوستافو في ظل نقص جاهزيته، موضحاً أنه توقف عن ممارسة كرة القدم شهرين قبل قدومه للهلال في فترة الانتقالات الماضية، ما دفع الجماهير إلى تكثيف تساؤلاتها حول الأسباب التي دفعت الإدارة إلى التوقيع معه، مطالبة إياها بمقارنة حال الفريق بمضيفه العين الذي نجح أجانبه في صناعة الفرق في المباراة وإضافة القيمة المطلوبة للفريق، الذي نجح في تحقيق فوز سهل. وفي المعسكر الأهلاوي، قررت الإدارة إقصاء المدرب التشيخي كاريل غاروليم من منصبه بعد 24 ساعة على الفوز، وأصدرت بياناً صحافياً (تلقت «الحياة» نسخة منه) إذ أكدت فيه أن العلاقة بين الطرفين انتهت ب«التراضي». وجاء في البيان: «اتفقت إدارة النادي الأهلي مع المدرب التشيخي كاريل غاروليم على إنهاء العلاقة بين الطرفين بالتراضي بعد الاجتماع الذي دار بينهما، وشكرت الإدارة الجهاز الفني التشيخي بقيادة غاروليم على مجهوداته في الفترة الماضية، متمنيةً له التوفيق في مشواره التدريبي المقبل». وأضاف البيان: «أسندت الإدارة مهمة تدريب الفريق الكروي الأول للمدرب الصربي أليكس الذي سبق أن قاد الأهلي للحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للموسمين 2010-2011 الذي سيبدأ مهمته مع الفريق اليوم (الجمعة)، وسيقوده في المباريات المقبلة بدءاً من لقاء الاتفاق الأحد المقبل في دوري المحترفين». وعلى رغم البيان «الأخضر» الذي لم يكشف كثيراً من التفاصيل، إلا أن «الحياة» علمت أن إدارة النادي وصلت إلى حال من الاستياء من التصرفات الفنية غير المقنعة من المدرب، مع عدم قدرته على تبرير قراراته للإدارة.