مع قناعتي بأن أي قرار تصدره أية منشأة رياضية كانت أم غير ذلك، فهو شأن يخصها، ولا علاقة لأحد به، ما لم تكن هذه المنشأة ملكاً للجميع، كقناتنا الرياضية السعودية على سبيل المثال. ولعلّ ما دعاني إلى تغيير فكرة مقالة اليوم التي كنت سأخصصها لبداية الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا، ما وصلني عن القرار الذي أصدره المدير العام للقنوات الرياضية السعودية الدكتور محمد باريان، بإنهاء التعاقد مع المذيع عادل الزهراني وإنهاء علاقته بالقناة! والحقيقة، أن هذا الخبر كان بالنسبة إليّ مفاجأة غير سارة، على اعتبار أن الزميل عادل يعتبر من أكفأ مذيعي ومقدمي البرامج في القناة الرياضية، وأقدرهم على تحليل الموقف على الهواء، وأقرب مثال ما قاله عند خروج المنتخب من الدور الأول في دورة الخليج الأخيرة في العاصمة البحرينية المنامة. أن تكون مذيعاً، وتواجه الناس أكثر من ساعة، فتلك مهمة لا يقدر عليها أي أحد، إلا من أعطاه الله موهبة وقدرة على المواجهة، والتصرف عند اللزوم، وهذه صفات المذيع، ومقدم البرنامج الناجح، وهي أدوات يملكها الزميل عادل الزهراني. ولا أعتقد أن هناك مذيعاً أو مقدماً لا يخطئ أو أن مراسلاً لا يرتبك أو يتلعثم، وهنا يأتي دور القناة والإدارة في التوجيه والتقويم، وإلاّ لو تركنا الأمور فقط لتسجيل الخطأ، ورصد التجاوزات، إن حدثت، فلن نجد أحداً يعمل في القنوات الرياضية! وأنا بطبعي لا أفضّل ربط الأحداث بالخلفيات، خصوصاً إذا كانت هذه الخلفيات لها كذلك خلفيات، ما جعلني أتساءل عن مدى علاقة إصدار قرار إنهاء التعاقد مع الزميل عادل الزهراني مع مداخلة عادل جمجوم في برنامج الملعب في إحدى حلقات الأسبوع الماضي. وإذا ما صحّ هذا الربط، فإن القناة الرياضية السعودية، أخطأت كثيراً في اتخاذ هذا الإجراء في حق أحد كوادرها الإعلامية المميزة، كون تجاوزات «عادل» لم تصل إلى ربع تجاوزات بعض ضيوف برامج القناة، وهي بقدر خسارتها ل«عادل» فإنها تقدم للمنافسين فرصة ذهبية، للتعاقد مع واحد من أبرز مقدمي البرامج الرياضية المباشرة! وكم أستغرب من تجاهل إداراتنا الحكومية تحديداً في عدم توضيح أسباب الإقالة أو الاستغناء عن خدمات موظف أو متعاون، حتى لا تترك الأمور للتأويل والاجتهاد، وكنت أتمنى لو أن البيان الصحافي الذي أصدرته القناة الرياضية تضمن ذكر الأسباب التي أدت إلى اتخاذ قرار إنهاء التعاقد، بدلاً من هذا البيان المرتبك وغير الواضح. على عكس ذلك، وقد أشدت في إحدى تغريداتي في حسابي على «تويتر»، بما اتبعته القناة الرياضية المجاورة «لاين سبورت» بعد قرارها فسخ التعاقد مع الزميل فهد الروقي، أحد الضيوف الدائمين في برنامج ديوانية (لاين)، وتأكيدها بأن ذلك جاء بناءً على تغريدات تعتبرها القناة إساءة لها، مع إنها سبق أن اتخذت في حق الزميل خالد قاضي قراراً مماثلاً، لكن من دون كشف للأسباب. إن أكثر ما أخشاه على أصحاب القرار في قنواتنا الرياضية أن يأتي القرار من خارج القناة، وإن حدث ذلك، فهذه معضلة معرقلة لأي تقدم أو تطور ننتظره أو ننشده، حتى وإن أصبح لدينا هيئة للإذاعة والتلفزيون! [email protected] abdullahshaikhi@