تضايقها علبة عصير على الأرض وهي تشرح الدرس، فتلتقطها بكل تواضع وتلقي بها في سلة المهملات، أغيب عن المدرسة يوماً فتخبرني أنها اشتاقت إليّ، تطلب من طالبة المشاركة وتعتذر عن عدم طلبها وتخبرها أنها لا تقصد إحراجها وإنما تريد أن تساعدها في الفهم وحسب، وتتذكّر نقطة ضعف كل طالبة من طالباتها، تعرف ما يحببن وما يكرهن، تهتم بهنّ وتحبهنّ، لا تهمّها الدرجات بقدر ما يهمّها تحصيلنا، تُعاملنا بكل احترام فنعاملها بالمثل، لم تسئ لطالبة قط، تستيقظ كل صباح وهي تريد أن ترانا... تريد أن تعلّمنا... تريدنا أن نتعلم، وللمرّة الأولى تُجمع الطالبات على أن اللغة الإنكليزية مادة سهلة، أتمنى حقًا أن تحضر كثير من المعلمات حصتها ليتعلمن منها، سيخجلن من أنفسهن! تستحق لقب «معلمة» بجدارة، إنها أسطورة!