جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعوته الزعماء السياسيين إلى الحوار، مشترطاً أن «يكون على أساس الدستور»، فيما كثفت الولاياتالمتحدة جهودها لإنهاء الأزمة. وقال المالكي خلال افتتاحه احد المشاريع في كربلاء (100 كلم جنوب بغداد) إن «تعطيل الاستثمار في البلد اصبح عند البعض هدفاً سياسياً. وأقول لكل العراقيين لا بد من إشاعة الحوار والاعتراف به لأن لغة التهميش انتهت ولن نعود إلى الوراء». وأضاف أن «عناد بعض الكتل السياسية لا يجدي نفعاً لذلك لا بد من الجلوس إلى طاولة الحوار وفق ماهو متفق عليه لبناء العراق»، مضيفاً:» السياسي ينبغي أن لا يفضل راحته على حساب الوطن والمواطن»، وزاد:»نحن في حاجة إلى عمليات جادة في البناء والإعمار وأن لا نضعه تحت عناوين سياسية، وإننا بحاجة إلى الإخلاص وأن نضع مصلحة العراق فوق الجميع بغض النظر عن الهوية». وطالب الجميع ب»الابتعاد عن الطائفية لأنها اخطر مايشتت الجهد ويبعثر الطاقات التي تهدف إلى تهديم البناء والإعمار». ورأى أن «ما يجمعنا هو الدستور والقوانين التي من دونها لا يجمعنا جامع ولا أي شيء آخر. لا يمكن الرجوع إلى الوراء وزمن المقابر الجماعية لأن العراق اليوم استعاد الكثير. وأهم من كل ذلك هو صنع الاستقرار السياسي بنفسه من خلال صناديق الاقتراع والشعب هو الرقيب الحقيقي لمن يختارهم ممثلين له» . وأشار إلى انه» لابد من الالتصاق بالأجندة الوطنية وترك الأجندة الخارجية لأنها لا تريد للشعب والعراق خيراً، فضلاً عن الابتعاد عن منطق القوة. إن العراق الجديد شعاره لا سلاح إلا بيد الدولة وأجهزتها الأمنية»، مؤكداً أن «لا مكان في العراق للعصابات والميلشيات وأمراء الحرب». إلى ذلك، كثفت السفارة الأميركية جهودها لنزع فتيل الأزمة وإنجاح الحوار بين الكتل السياسية، وبدأ السفير ستيفن بيكروفت في بغداد لقاءات مع قادة الكتل والأحزاب وقد التقى رئيس «المجلس الأعلى» عمار الحكيم أول من امس، ورئيس «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري. وطالبه ب «ضرورة تكثيف الجهود البنّاءة والإسراع في إيجاد الحلول الناجعة لإنهاء الأزمة». وأعلن «التحالف الوطني» في بيان أن «الجعفري وبيكروفت بحثا في نتائج الحوارات الجارية مع قادة الكتل السياسية، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية، وانعكاساتها على الوضع العراقيّ». على صعيد متصل، اكد الجعفري خلال مؤتمر صحافي أن «اللقاء مع السيد الحكيم اشتمل على طرح الموضوعات ذات الأهمية الاستراتيجية التي تعلّقت بكلِّ جوانب العملية السياسية، وفي مُقدّمها البحث عن حلول عملية للأزمة التي تحيق بالعراق، وضرورة تحريك هذه العملية باتجاه الحلِّ».