تنطلق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام الثلثاء المقبل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أرض المعارض بالرياض، مشتملاً على أكثر من مليون عنوان ورقي وإلكتروني، ومكرماً ضمن فعالياته روّاد الإعلام السعوديين المتوفين. ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب أحد أكبر المهرجانات الثقافية في المملكة، إذ يحظى بأكثر من مليوني زائر سنوياً من المهتمين بشراء الكتب، والمشاركة في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، في حين تحرص وزارة الثقافة والإعلام على ظهور المعرض كل عام في شكل مميز يرضي جميع الأطراف المحبة للأدب والثقافة والعلم. وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان، أن عناوين الكتب الورقية المشاركة في المعرض لهذا العام تجاوزت250 ألف عنوان، بينما بلغت عناوين الكتب الإلكترونية أكثر من مليون عنوان، شملت مختلف المجالات الثقافية والعلمية والفكرية والاقتصادية. وأفاد في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن اللجنة الثقافية للمعرض أقرت تسمية ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب والبالغ عددها 32 ممرًا بأسماء روّاد الإعلام السعوديين المتوفين، مبينًا أنه تقرر تسمية الممر الرئيس للمعرض باسم الراحل الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز، وذلك وفاء من وزارة الثقافة والإعلام لهؤلاء الإعلاميين، نظير ما قدموه من خدمات مشرّفة للإعلام السعودي خلال مسيرتهم الإعلامية. و تقرّر أن يتم خلال حفلة افتتاح المعرض تدشين كتاب «العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين» الذي ألفه مجموعة من أساتذة كلية التربية في جامعة أم القرى، وذلك بحسب ما قال رئيس تحرير الكتاب عميد الكلية الدكتور زايد الحارثي. ووصل عدد الجهات المشاركة في معرض الكتاب إلى 957 دار نشر وتوكيل وهيئات ومؤسسات حكومية وأهلية وخيرية من حوالى 30 دولة عربية وأجنبية انطبقت عليهم المعايير والشروط اللازمة من أصل 1217 جهة كانت تقدمت بالتسجيل عبر موقع المعرض الإلكتروني و211 تقدمت بعد إقفال التسجيل. ورحب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب بضيف الشرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2013 دولة المغرب، وبالمثقفين المغاربة في بلدهم الثاني السعودية ليقدموا موروثهم الثقافي والفكري. ونوّه في ذلك السياق بعمق العلاقات التاريخية ووشائج الأخوة والدين التي تربط البلدين الشقيقين في المجالات كافة، ومنها الثقافية بأشكالها وفنونها كافة . وأكد الحجيلان أن المغرب تعد أول ضيف شرف عربي للمعرض، موضحاً أن مشاركة دولة ضيف الشرف ستكون ضمن البرنامج الثقافي للمعرض وتتضمن عدداً من الفعاليات. وقال إنه سعياً من وزارة الثقافة والإعلام، ممثلة في إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب، لإيصال الفكر الثقافي لضيف الشرف إلى أكبر مساحة من الفضاء الثقافي السعودي، تم اختيار مدينة جدة لتحتضن الفعالية الرابعة وهي ندوة بعنوان «الكتابة الروائية في المغرب: تأملات وتجارب» يتحدث فيها المليودي شغموم و جمال بوطيب وعبدالفتاح الحجمري. ووصف هذه المشاركة من ضيف الشرف بأنها فرصة للتبادل الثقافي، والتعارف عن قرب بين مثقفي البلدين وتنمية الروابط والعلاقات التي تنعكس على المعرفة والوعي الثقافي على المدى البعيد، لافتاً إلى أن التقارب الثقافي بين البلدين والشعبين الشقيقين ليس جديداً، إذ كثيراً ما تكون لقاءات بين مثقفي البلدين وفي مناسبات متنوعة. من جانبه، أوضح مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح بن معيض الغامدي، أنه سيتم تدشين قناة تلفزيونية خاصة بالمعرض تبدأ نشاطها لأول مرة هذا العام، وتقوم بالبث المباشر داخل المعرض سواء للنشاطات الثقافية المصاحبة أم لزيارات كبار المسؤولين، وتعرض أفلاماً وثائقية عن المثقفين السعوديين الأوائل والرواد، وأخبار المعرض المتنوعة. وقال رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور مرزوق بن تنباك، إن اللجنة التي أعدت البرنامج راعت في اختيار هذه الفعاليات معايير عدة، تختلف عن الأعوام السابقة، وبما يتواءم مع متطلبات الثقافة الآنية التي تفرضها متغيرات الحياة بجميع أشكالها والتي وجدت أن المنطلق الرئيس فيها هو الحوار، وعلى ذلك تمّ رسم عناوينه والشخصيات التي تتحدث وتحاور بحيث تعطي بعداً أعمق من خلال طرحها. وبيّن أن الفعاليات التي تستمر تسعة أيام تبدأ من اليوم الثاني لحفلة الافتتاح وتنتهي في اليوم قبل الأخير لاختتام المعرض، من ضمنها فعاليات ضيف الشرف دولة المغرب، ومنها ما هو في الرياضوجدة بمشاركة نخبة من كبار مثقفي المغرب الشقيق الذين لهم حضور مؤثر في المشهد الثقافي العربي والدولي.