الإشاعات من عوامل هدم المجتمعات وخلخلة استقرارها، لا خلاف على ذلك. إمارة منطقة عسير نفت ما تردد في وسائل الاتصال الاجتماعي أنها «حذّرت المواطنين من خطر المتسللين على الأمن الاجتماعي في المنطقة». وأعقب النفي تأكيد على قيام رجال الأمن بدورهم، وأن الأمن مستتب. بحثت في موقع الإمارة عن بيان النفي لمزيد من التأكد، حذراً من زيادة أو نقصان في مواقع ناقلة، وانسجاماً مع ما يتكرر، «الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية»، إلا أني لم أجده! ولا أعرف كيف يمكن لجهة أن تنفي شيئاً، ولا تضعه على موقع تواصلها المتواصل مع وسائل الاتصال المتصلة... بموضوع النفي! أكثرت من «التواصل المتصل» بغرض التوصيل، لعل وعسى، وإذا نظرنا إلى البيان فإنه يهدف إلى الطمأنة، وأن القضية محل اهتمام، ويجري التعامل معها، مع ذلك لم أطمئن! ولهذا أسباب، منها: أن هناك خلطاً عاماً رسمياً «بين التهوين والتطمين»، خذ البطالة مثلاً، وكيف جرى التهوين منها إلى أن استفحلت، وأصبحت مصدراً خطراً، أنتج أخطاراً أخرى، تتوالد بسرعة أكبر من وسائل العلاج. السبب الثاني: أن الإمارة لم تظهر باكراً منذ بداية تصاعد أصوات المواطنين، شاكيةً من ظاهرة المتسللين الأفارقة، وتمكنهم من إحداث تجمعات ونشاطات إجرامية، تهدد أمن المواطنين، بل ولا حتى أيام موجات المتسللين اليمنيين الذين ولا بد أن وصلوا منذ أمد بسلامة الله إلى المدن الأخرى. الصمت وعدم التفاعل الباكر يحدث فجوةً في الطمأنة. الواجب على إمارة منطقة عسير لتحقق هدف الطمأنينة أن تعلن خطتها لمواجهة هذا الوضع، وكيف سيتحقق الحدّ من الخطر، مع لمس المواطن سرعة الاستجابة الفاعلة حين الحاجة، إضافة إلى ذلك، تعقب «ضعاف النفوس» الذين يوجدون دائماً وراء كل ظاهرة شاذة، لا بد من القبض على كم ضعيف نفس والتشهير بهم. القضية ومن متابعة وسائل الاتصال والتواصل مع صور وأخبار جديدة للواقع الإقليمي تستدعي اهتماماً على مستوى مختلف أجهزة الدولة، كل المؤشرات تُشير إلى استمرار التدفق وزيادة حجمه وإمكان استخدامه من أية جهة خارجية، فكيف لا يكون للمواجهة الأولوية؟ www.asuwayed.com @asuwayed