بلغت الاشتباكات في بنغازي ذروتها أمس، مع تصعيد «مجلس شورى الثوار» في المدينة محاولاتهم للدخول إلى مطار بنينا الدولي، ومحاولة قوات «الجيش الوطني» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر التصدي لهم من خلال غارات جوية مكثفة. وفي مؤشر إلى أن المعارك وصلت إلى مرحلة حرجة لا يستبعد معها سقوط المطار، أعلن رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرازق الناظوري حال الاستنفار العام، داعياً إلى «الجهاد لقتال الخوارج» في إشارة إلى خصومه الإسلاميين. وأهاب الناظوري ب «كل الجنود والضباط وضباط الصف والشباب الوطنيين بمن فيهم السلفيون»، الانضمام إلى الجيش و«الاتجاه فوراً» إلى معسكراته. وشنت طائرات حفتر غارات جوية مكثفة على منطقة بوعطني في المدينة فيما سجل سقوط قذائف عشوائية على منطقة الليثي. وأعلن محمد الحجازي الناطق باسم حفتر، أن 8 طائرات دخلت الخدمة في صفوف قواته، من بينها مقاتلات ومروحيات، بعد صيانتها. وفي ظل عجز قوات حفتر عن حسم المعركة لمصلحتها، دارت سجالات في كواليس السياسة والعسكر في الشرق الليبي، حول ضرورة تكليف ضابط جديد قيادة المعركة ضد المتشددين، خصوصاً بعد تعيين البرلمان المنعقد في طبرق الناظوري رئيساً للأركان، أو أن يقود الأخير المعركة بنفسه. وتناول السجال إلغاء تبعية القوات لحفتر ووجوب تلقيها الأوامر من الجيش مباشرة وصولاً إلى إلغاء تسمية «الكرامة» التي أطلقها حفتر على حملته. وقالت مصادر لصيقة بالجيش إن على حفتر أن يتنحّى طوعاً عن إدارة العمليات العسكرية، والاستعانة به كمستشار في وزارة الدفاع أو رئاسة الأركان. على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون في بنغازي الأربعاء، العميد الركن الطيار أحمد حبيب المسماري رئيس أركان السلاح الجوي الليبي السابق. وقتل المسماري رمياً بالرصاص أمام منزله في منطقة الحدائق، فيما لاذ الجناة بالفرار.