أبقى البنك المركزي الأوروبي أمس أسعار الفائدة من دون تغيير لتظل عند مستويات قياسية منخفضة، بينما يعكف على سلسلة إجراءات يأمل أن تدرأ شبح انكماش الأسعار وتنعش اقتصاد منطقة اليورو. وكان قرار عدم تغيير الفائدة متوقعاً على نطاق واسع بعدما خفضها «المركزي» الأوروبي إلى مستويات بالغة التدني الشهر الماضي وقال رئيسه ماريو دراغي بعد الخطوة «نحن الآن عند الحد الأدنى». وفي اجتماع أمس أبقى البنك سعر إعادة التمويل الرئيس عند 0.05 في المئة وسعر ودائع ليلة واحدة عند -0.20 في المئة ما يعني أن البنوك تدفع كي تودع أموالها في البنك المركزي. وثبت البنك أيضاً سعر الإقراض الحدي الذي يستخدم للتمويل الطارئ عند 0.30 في المئة. وفي الأسواق، ارتفع اليورو مقابل الدولار وزادت عائدات سندات منطقة اليورو بعدما خلت تصريحات دراغي بعد الاجتماع من أي إشارة إلى برنامج وشيك لشراء السندات السيادية. وقال متعامل إن «السوق عند مستويات مرتفعة ولنحافظ على تلك المستويات نحتاج مزيداً من المؤشرات إلى التيسير الكمي وهو ما لم يقدمه دراغي». وزاد اليورو إلى 1.2677 دولار من 1.2633 دولار قبل بدء المؤتمر الصحافي لدراغي . وقفز اليورو إلى أعلى سعر في أسبوع عند 78.405 بنس في مقابل الجنيه الاسترليني. وحافظ الين على مكاسبه في مقابل الدولار بعد صدور بيانات ضعيفة لقطاع الصناعات التحويلية من أنحاء العالم ومخاوف من فيروس إيبولا في الولاياتالمتحدة ما دفع المستثمرين إلى البحث عن الأصول الآمنة. ونزل مؤشر الدولار نحو 0.2 في المئة إلى 85.776 مبتعداً بذلك عن أعلى مستوى له في أربع سنوات 86.218 الذي لامسه الثلثاء مع قيام المستثمرين بالبيع لجني الأرباح بعد مكاسب العملة الأميركية في الأيام الأخيرة. وكان المؤشر حقق موجة مكاسب قياسية امتدت لأحد عشر أسبوعاً وسجل أفضل زيادة ربع سنوية في ست سنوات. وتراجع الدولار 0.1 في المئة إلى 108.81 ين لينزل عن ذروته في ست سنوات 110.09 ين التي سجلها في الجلسة السابقة. وتعافى الدولار الأسترالي ليتجاوز 87 سنتا أميركياً من أدنى مستوى في ثمانية أشهر 0.8663 دولار. واقتربت العملة أول من أمس كثيراً من أدنى مستوياتها لعام 2014 عند 0.8660 دولار بعد بيانات دون المتوقع لمبيعات التجزئة المحلية. وواصل الذهب الصعود مدعوماً بإقبال المستثمرين على شراء الأصول الآمنة بعد بيانات ضعيفة لقطاع التصنيع العالمي وتشخيص أول إصابة بفيروس إيبولا في الولاياتالمتحدة وهو ما دفع أسواق الأسهم للهبوط. وارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1220.55 دولار للأونصة قبل أن يتراجع قليلاً إلى 1218.55 دولار. وأنهى المعدن النفيس الجلسة السابقة مرتفعاً 0.4 في المئة بعدما هبط أثناء الجلسة إلى أدنى مستوى له في تسعة أشهر. وتلقى المعدن الأصفر دعماً أيضاً من استقرار الدولار وسط تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية وضعف أسواق الأسهم العالمية. ودفعت المكاسب الأخيرة الذهب إلى الابتعاد عن 1200 دولار وهو مستوى نفسي مهم قد يثير موجة مبيعات حادة. وتراجعت الأسهم الأوروبية في التعاملات المبكرة بعد خسائر حادة في الجلسة السابقة ومقتفية أثر انخفاضات «وول ستريت» في حين ينتظر المستثمرون تفاصيل عن خطة جديدة من البنك المركزي الأوروبي لشراء الأصول. وتراجع مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.3 في المئة إلى 1364.02 نقطة بعدما فقد 0.9 في المئة أول من أمس. وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني 0.02 في المئة في حين هبط «كاك 40» الفرنسي 0.1 في المئة و»داكس» الألماني 0.2 في المئة. وهبطت الأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياتها في شهر بعدما عزز أداء مخيب للآمال في قطاع الصناعات التحويلية على مستوى العالم المخاوف في شأن النمو العالمي بينما دفع تأكيد أول حالة إصابة بفيروس إيبولا في الولاياتالمتحدة المستثمرين إلى الابتعاد عن المخاطرة. وانخفض مؤشر «نيكاي» القياسي 2.6 في المئة ليغلق على 15661.99 نقطة بينما هبط مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 2.9 في المئة إلى 1280.15 نقطة مسجلاً أكبر خسارة بالنسبة المئوية منذ منتصف آذار (مارس). وأغلق مؤشر «جي بي اكس - نيكاي 400» الجديد منخفضاً 2.8 في المئة. وتراجعت الأسهم الأميركية أكثر من واحد في المئة مع تنامي مخاوف المستثمرين إثر تشخيص أول إصابة بفيروس إيبولا في الولاياتالمتحدة. وهبط مؤشر «داو جونز» الصناعي 237.74 نقطة بما يعادل 1.39 في المئة ليصل إلى 16805.16 نقطة. وتراجع مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» بمقدار 26.13 نقطة أو 1.32 في المئة ليسجل 1946.16 نقطة. وهبط مؤشر «ناسداك» المجمع 71.31 نقطة أو 1.59 في المئة إلى 4422.09 نقطة.