تعود بطولة دوري أبطال آسيا لعشاقها من جديد وبنسختها ال11 عندما تنطلق منافساتها غداً (الثلثاء)، ومعها تعود الإثارة والتشويق، ليس فقط لأنها تحظى بمتابعة دائماً وأهمية إعلامية وشهرة واسعة، بل لأنها المسابقة الأولى في القارة «الصفراء»، ولأن بطلها سيمثل الأندية الآسيوية في كأس العالم للأندية 2013. اعتادت هذه البطولة توزيع الترشيحات على الشرق والغرب، واعتادت أن يمثل كل من الجانبين فريقاً في المباراة النهائية. فوز أولسان الكوري الجنوبي باللقب الماضي أشعل رغبة أندية غرب آسيا في الثأر لاستعادة اللقب الآسيوي لأحضانها، فبعد فرحة عودته عبر السد القطري في 2011، عاد كأس البطولة إلى كوريا الجنوبية من جديد، لتزيد هذه الحال من الصراع القديم المتجدد بين أندية الشرق والغرب في آسيا. تاريخ هذه البطولة التي تبلغ عامها ال11 غداً، شهد تألقاً عربياً لافتاً في البداية عبر العين الإماراتي في 2003، ومن ثم عبر اتحاد جدة السعودي خلال عامي 2004 و2005، قبل أن يخطف تشومبوك الكوري الجنوبي لقب 2006 ويبقيه في شرق القارة الصفراء، حتى جاء السد ليعيده إلى غربها، ثم ما لبث سوى عام ليعود إلى كوريا الجنوبية مجدداً، وهذا الصراع له موروث قديم منذ كانت هناك مسابقتان للأندية الآسيوية وهي بطولة الأندية الآسيوية للأندية أبطال الدوري وبطولة كأس الكؤوس الآسيوية، فكانت الألقاب تتهادى ما بين شرق القارة تارة وغربها تارة أخرى. النسخة المقبلة لن تقل أهمية وقوة من النسخ الماضية، ومن المفترض أن تكون الأعوام العشرة الماضية سلاحاً لغالبية الأندية التي تملك خبرة اللعب الآسيوي. فالأندية الكورية والصينية واليابانية - باختلاف إمكاناتها وخبرتها - أعلنت أنها تسعى للقب الآسيوي مهما كلفها الأمر، فيما تعتمد غرب آسيا على مرشحيها المعتادين، وهذا الأمر يظهر إدراك أندية شرق آسيا لأهمية الفوز بهذا اللقب، لما له من أبعاد تخدمها في المجالات التي تعمل عليها، ولنا في 6 نسخ عبرة، عندما وضع أبطال آسيا من الشرق لبنات استثمار اللقب الآسيوي مالياً وتسويقياً في الأعوام التي تلتها. وتكاد تكون المجموعة الأولى التي تضم الشباب السعودي والجزيرة الإماراتي وتراكتور الإيراني والجيش القطري متوازنة القوى، ومستوياتها متقاربة، ومن الصعب التكهن بالتأهل المريح لأي منها، لكن بعد مرور جولتين من البطولة ومع التركيز في البطولات المحلية، ستتضح ملامح الفرق المتأهلة من المجموعة. الأمر ذته ينطبق على المجموعة الثانية التي تضم الاتفاق السعودي، ولخويا القطري، وباختاكور الأوزبكي والشباب الإماراتي، فالمستويات ليست متفاوتة. وربما تختلف وضعية باختاكور عن البقية، فهو لا يحمل هموم المسابقات المحلية حالياً، فيما لا يزال الأمل متاحاً محلياً لبقية الفرق. وتعتبر مجموعة ساباهان الإيراني والغرافة القطري وأهلي جدة السعودي والنصر الإماراتي المجموعة الأبرز من حيث الأسماء، وهي تعرف بعضها البعض جيداً، نظراً لالتقائها ببعضها في الأعوام الأخيرة، لكن يبقى الأهلي هو الطرف الأقوى بينها، نظراً إلى ضعف المردود هذا الموسم بالنسبة إلى البقية. لقب المجموعة الشرسة هو الأنسب للمجموعة الرابعة التي تضم العين الإماراتي والهلال السعودي والريان القطري والاستقلال الإيراني، وملامح هذه المجموعة لن تظهر في الجولات الأولى، بل ستستمر حتى الجولة الأخيرة، خصوصاً أنها تجمع متصدري الدوري الإماراتي والإيراني، والمنافسين للقب الدوري في السعودية وقطر. مجموعات شرق آسيا، دائماً ما تفاجئنا بأسمائها الجديدة التي دائماً ما تنتهي بأسماء الشركات، وتبقى أندية كوريا الجنوبية المرشحة دائماً لنيل بطاقات التأهل للأدوار النهائية، وتنافسها على التوالي الأندية اليابانية فالصينية. وفي المجموعة الخامسة يبدو سيؤول الكوري الجنوبي الأقرب للتأهل، إذ يلعب إلى جوار بوريرام التايلاندي وفيغالتا الياباني وجيانغسو الصيني، وتصب الترشيحات في مصلحة سيؤول بحكم القدرة الفنية والخبرة، فيما تتأرجح بطاقة التأهل الثانية بين الفريقين الصيني والياباني. وتعد المجموعة السادسة أقوى مجموعات دوري أبطال آسيا، إذ تضم فرقاً ذات وزن ثقيل في الدوريات المحلية التي تلعب لها، وهي فرق غوانغزو الصيني وتشومبوك الكوري الجنوبي وموانغ ثونغ التايلاندي وأوراوا ريدز الياباني. ومع استبعاد الفريق التايلاندي من دائرة المنافسة، فستدور لعبة الكراسي بين البقية. ويملك بطل الدوري الياباني سانفريس هوريشيما الياباني فرصة التأهل عن المجموعة السابعة، إذ يلعب إلى جوار بكين غوان الصيني وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي وبونيودكور الأوزبكي. ويمتلك بوهانغ وبونيودكور خبرة متراكمة، إلا أنهما يفتقدان حالياً العناصر الفنية المؤثرة بعد رحيل أبرز نجومها. وأخيراً، في المجموعة الثامنة تبدو الفرص متقاربة، إذ تضم كلاً من: سنترال كوست الأسترالي وكاشيوا ريسول الياباني وغوينهو رينهي الصيني وسوون بلووينغز الكوري الجنوبي.