في غضون اربع سنوات أدخلت السيدة الأميركية الأولى ميشيل اوباما التي تتغنى الصحف بأناقتها، الموضة إلى البيت الأبيض وجعلت مصممي الأزياء يحلمون بأن ترتدي يوماً أحد تصاميمهم. وارتدت أوباما الأسبوع المنصرم، فستاناً من تصميم ريد كراكوف في صورتها الرسمية الجديدة. وفي 12 شباط (فبراير) الجاري ارتدت فستاناً لجايسون وو خلال خطاب الرئيس. واختارت فستاناً وسترة صغيرة لمراسم أداء اليمين الأولى في 20 كانون الثاني (يناير) ومعطفاً من تصميم ثوم براون للحفلة الثانية في 21 من الشهر ذاته. واعتمدت مجدداً فستاناً من تصميم جايسون وو لحفلات التنصيب الراقصة، كما اختارت زياً من مجموعة نعيم خان في 22 من الشهر ذاته. وهذا أمر يُسعد مصممي الأزياء والمهتمّين بالموضة والصحافة التي تترقب خياراتها التي تتابعها أيضاً شبكات التواصل الاجتماعي. وتقارَن ميشيل أوباما (49 سنة) بجاكي كينيدي على صعيد الأناقة، إلا أنها تبدي حرية شخصية في خياراتها. فهي تحب الخطوط الكلاسيكية والفساتين المخصوَرة واللآلئ والسترات الصغيرة، وتجرؤ على اعتماد مصممين غير مشهورين وغير رياديين، مثل ثوم براون. وتظهر المحامية السابقة التي تخرّجت من جامعة هارفرد، حدساً سياسياً كبيراً، متجنّبة الانتقادات، من خلال عدم حصر خياراتها بدور الأزياء المعروفة. وتقول باتريسيا ميرز المديرة المساعدة لمتحف «فاشن إنستيتيوت أوف تكنولوجي» في نيويورك: «إنها عصرية، وترتدي كثيراً من الماركات الأميركية، كما تخلط بين أزياء فاخرة وقِطع بأسعار معتدلة، الأمر الذي يجعلها عصرية وأنيقة جداً في آن». عندما ارتدت ميشيل أوباما فستاناً من تصميم جايسون وو (26 سنة) قبل 4 سنوات خلال حفلات التنصيب الراقصة، كان هذا المصمم المولود في تايوان، شبهَ مغمور، إلا أن مسيرته المهنية شهدت منذ ذلك نجاحاً كبيراً. خلال أسبوع الموضة في نيويورك الأسبوع الماضي، لم يصدّق وو أن ميشيل اوباما اختارت مجدداً فستاناً من تصميمه، مصنوعاً من موسلين الحرير لحفلات التنصيب الراقصة. وقال: «شرف عظيم أن تكون السيدة الأميركية الأولى من المعجبين بتصاميمي، وأنا أقدّر هذه العلاقة كثيراً»، أملاً أن تستمر «لسنوات مقبلة». ولا يعرف مصممو الأزياء مسبقاً ما اذا كانت ميشيل اوباما ستختار تصاميمهم، فللمناسبات المهمة تختار أوساطها تصاميم مختلفة من مصممين عدّة. وبالنسبة لحفلة التنصيب الراقصة، يبدو أن أوساطها اتصلت بنحو 15 مصمماً. وعلم ريد كراكوف بواسطة صديق، أن السيدة الأولى ترتدي فستانه وكنزته الزرقاء خلال مراسم أداء اليمين. وقال: «كنت محظوظاً وهذه هي اللحظة الأهم في حياتي المهنية. كانت مفاجأة كبرى. كنت اعرف أن ثمة أملاً. إنه شرف عظيم لي ولكل المصممين». وقالت جينا لايونز، المديرة الفنية لماركة «جاي كرو» التي رفعتها ميشيل أوباما الى القمة: «عندما أسافر إلى الخارج يبادرني الناس بالسؤال عن هذا الأمر أولاً. إنه أمر لا يصدق». وارتداء ميشيل اوباما تصميماً من ماركة معينة يدرّ على أصحابها 14 مليون دولار بشكل وسطي، كما أفاد ديفيد يرمارك الأستاذ في جامعة «شترن سكول أوف بيزنيس» في جامعة نيويورك، التي درست الانعكاسات الاقتصادية لخيارات السيدة الاولى في العام 2010، على صعيد الملابس.