أخيراً تنفس رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الصعداء، بعد الانتصار على النصر في نهائي كأس ولي العهد وتحقيق اللقب الغالي للمرة ال12 في تاريخه والسادسة على التوالي، وعادت إليه روح التفاؤل مجدداً برؤية الزعيم في أفضل حال بعد موجة الانتقادات الساخنة والاحتجاجات المتواصلة التي تعرضت لها إدارته في الأيام الماضية، والمطالبات الجماهيرية الواسعة بضرورة التغيير في الهيكلة الإدارية بعد النتائج السلبية التي حققها الفريق في دوري زين السعودي، والمستويات الأدائية غير المقنعة التي قدمها في الأسابيع الماضية. وظهر الرئيس الهلالي على غير عادته بعد نهاية اللقاء وكأنه غير مصدق فوز فريقه باللقب. وعاش الأمير عبدالرحمن بن مساعد ضغوطاً في الشهر الأخير، وصعوبة القرارات التي اتخذها وجعلت مصيره على المحك في قيادة النادي، إضافة إلى سلسلة من الظروف القاسية التي مر بها، وفي مقدمها مرض والده الأمير مساعد بن عبدالعزيز ولزومه السرير الأبيض، ومكالمة المشجع الاستفزازية التي أخرجته عن طوره المعتاد قبل أن يعود ويعتذر للجميع عن ما حدث في «مكالمة الفجر». وتنبأ الكثيرون قبل نهائي كأس ولي العهد بأن يرحل الأمير عبدالرحمن بن مساعد عن سدة الرئاسة ويترك الجمل بما حمل في حال خسارة فريقه للنهائي، وأن يستقيل ويتنازل عن أهم وأغلى أمانيه وأحلامه التي جاء إلى النادي من أجلها، وهي تحقيق دوري أبطال آسيا والوصول ب«الأزرق» إلى العالمية والمشاركة في كأس العالم للأندية، في ظل الإخفاقات التي تعرض لها فريقه هذا الموسم، خصوصاً وأنه لم يعد يحتمل المزيد من الضغوطات في النادي، وتحديداً بعد إصراره على تعيين المدرب الكرواتي زالاتكو مديراً فنياً للفريق وتحمله المسؤولية كاملة أمام الشرائح والأطياف الهلالية، قبل أن يتلقى الخسارة المؤثرة من الشباب، التي أبعدت الفريق كثيراً عن لقب الدوري، ولكن الانتصار الغالي والإنجاز البطولي أول من أمس، غيّر مجرى توجهاته من حال إلى حال. وبات الأمير الشاعر حالياً هادئ النفس مرتاح البال قرير العين قبل مواجهة العين الإماراتي في مستهل مشوار الفريق في دوري أبطال آسيا في نسخته الجديدة، علماً أنه قال: «إنه سيطالب اللاعبين بالمبالغة في الفرحة، لكن ليوم واحد فقط». ولم يوفق الأمير عبدالرحمن بن مساعد في التعاقد مع المدرب الفرنسي أنطوان كومبواريه الذي قاد الفريق منذ بداية الموسم وأخفى هويته الفنية بخططه التدريبية العقيمة وأساليبه التكتيكية الغريبة، وعانى الرئيس الهلالي كثيراً من الضغوطات الجماهيرية بعد رحيل أبرز وأميز لاعبي الفريق المدافع أسامة هوساوي للأهلي وأحمد الفريدي للاتحاد، كما فرّط في المغربي عادل هرماش الذي كان من أهم اللاعبين، وجلب الكولومبي غوستافو، الذي بات ملازماً لدكة البدلاء، وغيرها من القرارات الصعبة التي جعلته في مرمى الانتقادات.