أعلن البنك الدولي عن مشروع لمعالجة أزمة المياه في لبنان قيمته 474 مليون دولار، وهو مخصص تحديداً لمنطقتي بيروت الكبرى وجبل لبنان اللتين يعيش فيهما نصف سكان لبنان. وتشهد هاتان المنطقتان شحاً في المياه ما يجبر السكان على اللجوء إلى صهاريج نقل المياه والآبار غير المرخصة، وشراء المياه المعبأة لتأمين حاجاتهم المنزلية، ويكون ذلك بكلفة باهظة. وأشار البنك الدولي في بيان أمس، إلى أن «مجلس المديرين التنفيذيين وافق على هذا المشروع أمس، وهو يهدف إلى تعويض النقص الشديد في المياه الناتج عن موجات الجفاف وتردي البنية التحتية والزيادة السكانية السريعة». ولفت إلى أن البنك الإسلامي للتنمية والحكومة اللبنانية «يشاركان في تمويل المشروع من خلال تقديمهما 128 مليون دولار و 15 مليوناً على التوالي». وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط في البنك الدولي فريد بلحاج، أن هذا المشروع «وطني»، مؤكداً أن «أكثر من 1.6 مليون شخص من سكان منطقة بيروت الكبرى وجبل لبنان سيستفيدون منه مباشرة»، ملاحظاً أن «نحو 30 في المئة من المنتفعين من المشروع هم من الفقراء الذين يعيشون دون خط الفقر الوطني». وأكد أن هذا المشروع «يمكن أن يلعب دوراً أساساً في الحد من الفقر والحرمان، كما يتضمن إمكانات ضخمة لتعزيز الرخاء في أنحاء العاصمة». وكشف البنك الدولي أن كمية المياه التي يخزنها لبنان «لا تزيد على 6 في المئة من موارده المائية مقارنة بالمعدل الإقليمي البالغ 85 في المئة». وأوضح أن الجفاف الحاد وارتفاع الطلب على المياه بفعل وجود أكثر من 1.6 مليون لاجئ سوري «تسببت بأزمة مياه لا سابق لها». وقالت الخبيرة في شؤون إمدادات المياه رئيسة فريق المشروع في البنك الدولي كلير كفوري، أن «متوسط كلفة تأمين المياه إلى منازل المواطنين اللبنانيين أعلى بدرجة كبيرة من المعايير الدولية، ما يؤثر على الفقراء والبيئة وكفاءة قطاع المياه عموماً». وأورد البنك الدولي في بيانه أن المشروع «سيموّل إنشاء بنية تحتية للطاقة الكهرومائية، تشمل بناء سد بسري في المنطقة الواقعة قرب الحوض المائي في جون، وخزانات للمياه لضمان الأمن المائي في منطقة بيروت الكبرى وجبل لبنان». وسيستغرق تنفيذ المشروع تسع سنوات لإتاحة وقت للأعمال الأولية التي تسبق عمليات الإنشاء، وسنتين لأعمال التشغيل والصيانة. وتضم منطقة بيروت الكبرى وجبل لبنان أكثر من 20 ألف بئر غير مرخصة، ويدفع السكان ما يصل إلى 15 في المئة من إنفاق الأسر الإجمالي على تأمين الحصول على المياه إلى منازلهم. وأورد البيان أن «بناء سد لتوفير إمدادات المياه على نهر بسري، سيؤمن تخزين 125 مليون متر مكعب من المياه كانت تصب في البحر سنوياً. وستُضخ المياه المخزنة عند سد بسري إلى بيروت بفعل الجاذبية في شكل كامل من دون أية تكاليف، وذلك عبر نفق تحت الأرض بطول 26 كيلومتراً، ومحطة معالجة المياه، وخزانات كبيرة قيد الإنشاء».