يرى خبراء أنّ بلدان جنوب الصحراء الأفريقية ليست على قدم المساواة من حيث القدرة على مواجهة خطر ايبولا، لكنها لا تستطيع الصمود أمام الوباء، نظراً إلى النقص في البنى التحتية والموظفين الاساس في القطاع الصحي. وبإستثناء بعض المراكز الاقليمية التي تتوفر فيها مستشفيات ومختبرات متخصصة في جنوب افريقيا وكينيا وساحل العاجونيجيريا والسنغال، إذ تمكنت الأخيرتان من إحتواء الوباء الّذي تفشّى فيها. وقال رئيس "البنك العالمي" جيم يونغ كيم إنّ "الوباء يساهم الوباء بقسوة في كشف التخلف الافريقي في هذا الموضوع". وأضاف: أنّ "الوباء لم يواجه من قبل نظام صحي حديث في بلد متطور" ، مشيراً إلى أنّ "في حال وجدت هذه العناصر كان من الممكن أن تكون نسبة النجاة منه أكبر". وقال الطبيب الخبير في "المراكز الفدرالية الاميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها"، توم كينيون عقب مهمة في ليبيريا وسيراليون وغينيا: "لسنا في حاجة الى عدد كبير من الاختصاصيين والاطباء الأجانب، بل لموظفين يستطيعون تقديم علاجات أساسية وعناية دقيقة". وفي هذا البلد الذي يحبذه المرضى الافارقة الميسورون، 11 مستشفى عام بامكانها ان تستقبل مصابين بالوباء، فضلاً عن المصحّات الخاصة كما افادت المسؤولة في المستشفى الوحيد في القارة الذي يتضمن مختبرا مضادا للفيروسات مع مستوى امن جداً (مستوى اربعة). وقال الطبيب جوزيف تيغر: "بامكان ايبولا ان ينتشر هنا كما في اي مكان آخر، لكن هنا سيكون من الاسهل وضع الناس في الحجر الصحي ومنعهم من التنقل". وأعدت ساحل العاج المجاورة لليبيرياوغينيا، 16 مركزاً لمكافحة ايبولا منها 14 داخل مناطق البلاد ومئات العاملين في مجال الصحة. وقالت المختصصة في علم الاوبئة لينا البدوي والتي تقوم بمهمة في ابيدجان إنّ "هناك نظام صحة ومستشفيات ومختبرات متعمقين في الوباء". في المقابل، تكتفي بلدة بنين على حدود نيجيريا، بإيجاد مركز عزل صحي واحد يتوفر فيه 12 سريراً، وأشارت وزيرة الصحة العامة اكوكو كيندي غزار لوكالة "فرانس برس" الى انهم ليسوا مستعدين لإستقبال آلاف المرضى، لكننا مستعدون لاستقبال أكثر من حالة". وقال شيبو هالارو من مديرية "المراقبة والرد على الاوبئة" إنّ بلدة النيجر القريبة من نيجيريا يتواجد فيها مركز واحد في العاصمة في حين أنّها تحتاج الى ثماني مراكز اقليمية"، مشيراً إلى أنّ عدم توفر شبكة محلية هي إحدى نقاط الضعف، إذ ان السلطات عدلت في ساحل العاج عن بناء مراكز محلية موقتة. وقال الطبيب داودا كوليبالي من المعهد الوطني للصحة العامة: "عندما رأينا ما كان يجري في غينياوليبيريا قررنا اقامة تلك المراكز للمعالجة في مستشفياتنا". وكان سكان هاجموا عمال الصحة والبنى التحتية في تلك البلدان، كما في جنوبغينيا، حيث قتل قرويون ثمانية من عناصر بعثة توعية في منتصف ايلول (سبتمبر). وقال مسؤول برامج الحمى النزفية في مركز في في اوغندا أنّ "ليست هناك مخاوف كثيرة من النظام الطبي، الناس يطالبون بالعلاج" و"اذا راقبنا عائلة لديها حالة مؤكدة فنحن نتابعها". وفي افريقيا الوسطى أدّى الوباء بتفادي النقص في الانظمة الصحية، ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية قال مصدر طبي دولي إنّ "الناس مدركين للوباء ومتيقظين له". و في سياق متصل قال مدير المركز الدولي للابحاث الطبية في فرانسفيل إنّه مرتاح لمواجهة الناس للوباء لأنّ الاوبئة السابقة ساهمت في توعية الناس سواء كانوا رجال السياسة او العاملين في مجال الصحة او السكان". وأمام هذه الأوضاع المختلفة ما يزال التضامن الافريقي في بدايته رغم تضامن بعضها مثل جنوب، و أشارت الاختصاصية في مكافحة الاوبئة كاثرين ستينسون التي تطوعت للقيام بمهمة في سيراليون في تشرين الاول (أكتوبر) إلى أنّ قبل رحيلها تتقاسم القارة مع اخرين يعانون من تداعيات نظام صحي منكوب" .