في إطار المساعي الجارية لإيجاد صيغة توافقية للوصول إلى قانون انتخاب جديد، أجرى الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس في بعبدا، مع رئيس «حزب الكتائب» الرئيس أمين الجميل، جولة أفق في التطورات السياسية الراهنة ولا سيما منها المشاريع والاقتراحات الانتخابية المطروحة للنقاش وأهمية إيجاد قانون انتخابي عصري يضمن التمثيل الحقيقي للشرائح اللبنانية ويعكس التوجهات الوطنية والميثاقية تحت سقف النص الدستوري. واطلع سليمان من الجميل وفق بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، على أجواء المناقشات التي سادت اللقاء الذي انعقد في بكركي مساء أول من أمس في «سبيل البحث عن قانون انتخابي يرضي أوسع شريحة من اللبنانيين». وكان الجميل تلقى اتصالاً من رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة تم خلاله الاتفاق على استمرار التشاور في الشأن الانتخابي. وفي المواقف أكد «اللقاء التشاوري الصيداوي» بعد اجتماعه أمس في مجدليون بدعوة من النائب بهية الحريري ومشاركة الرئيس السنيورة، أن «ما يسمى بقانون «اللقاء الأرثوذكسي» مخالف للدستور ولاتفاق الطائف ولشرعة العيش المشترك ومن شأنه أن يثير الشقاق بين اللبنانيين»، معتبراً أن «إرادة العيش معاً ستغلب كل محاولات الفرز الذي يمكن أن يؤدي إليه هذا النوع من القوانين المطروحة». أما النائب بهية الحريري فاعتبرت اثر اللقاء أن «القانون يثير نوعاً من القلق ومن المس بدستور الطائف»، مؤكدة «التمسك بالسلم الأهلي والعيش المشترك». وقال النائب بطرس حرب في تصريح: «نمر بمأزق كبير في البلد، بل بمخاض استيلاد قانون للانتخاب يستطيع أن يؤمن صحة التمثيل، لذا فالمسعى الجدي لوضع قانون جديد للانتخاب يكون فيه التمثيل صحيحاً ويبقى الخوف من الوقوع في حلقة مزايدات انتخابية تؤدي إلى أزمة ومأزق فرز البلد طوائف ومذاهب». واعتبر «أن خطورة ما نواجهه هو بعض الطروحات الغريبة والمتناقضة مع تركيبة لبنان، مثل المشروع الأرثوذكسي الذي يطيح كل هذه القواعد ويحاكي بعض الهواجس المسيحية التي يجب أن تعالج بشكل يحافظ على الوحدة الوطنية من جهة ويؤمن الاطمئنان للمسيحيين وغيرهم من جهة أخرى، وهذا نتيجة الظروف في العالم العربي وظهور موجات التطرف والعنف، مما دفع المسحيين إلى الخوف من وصول هذه الموجة إلى لبنان، ولا سيما بظهور بعض المظاهر والوجوه على الساحة السياسية اللبنانية». وعن اجتماع بكركي قال: «بغض النظر عن الظروف التي حصل فيها والبيان المقتضب، فأنا أعتبر أنه بمجرد أن يصدر عن المجتمعين أنهم منفتحون على أي طرح يمكن أن يؤمن صحة التمثيل الصحيح، فهذا أمر إيجابي، ويؤكد أن الطرح الأرثوذكسي الذي يسيرون به، وأنا لست منهم، على استعداد لإعادة النظر في قانون يؤمن صحة التمثيل لكل الناس، لذا يطلب من العبقرية اللبنانية إيجاد المخارج للمشاكل، وإيجاد صيغة تخرجنا من الطرح الأرثوذكسي ومن يؤيدون هذا المشروع، وتدفعهم في اتجاه قانون آخر يؤمن صحة التمثيل ووحدة لبنان». وأكد حرب «أن البطريرك الراعي في اجتماع بكركي كان مستمعاً أكثر منه متدخلاً، والدعوة إلى الاجتماع تدل على تأثير لقائه بفخامة الرئيس، وربما موقف الرئيس سليمان جعله يوجه الدعوة إلى الاجتماع المفاجئ وبالشكل الذي تم به، والبحث عن مخرج، بعدما تبين أن موقف رئيس الجمهورية وموقف المستقلين رافضان للمشروع الأرثوذكسي نظراً إلى مخاطره على الوحدة الوطنية». ورأى عضو كتلة «المستقبل» أحمد فتفت «أن المشروع الأرثوذكسي وجد لنسف الانتخابات أو محاولة فرض 7 أيار تشريعي على الدولة اللبنانية، من أجل سيطرة حزب الله وحلفائه المباشرين على الدولة بكاملها». وقال: «نحن نفضل مشروعاً واسع المدى مع أطراف أخرى إلى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي، لتؤمن لهذا المشروع حيثية سياسية حقيقية». وأكد أن «الاتصالات بين «تيار المستقبل» وبين الأفرقاء المسيحيين في قوى «14 آذار» مستمرة، وأعتقد أن هناك تطورات ستظهر خلال ال24 ساعة وأتحدث عن وقائع». احترام المهل وشدد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ألان عون على أن «هناك مهلاً دستورية على الجميع أن يحترمها والوقت ليس في مصلحة من يضيعه»، لافتاً إلى أن «لدينا مهلة لإجراء الانتخابات في موعدها ومهلاً أخرى دستورية، والتوافق يجب أن يأتي قبلها». ورأى أن «ما أكده المجتمعون بعد اجتماع بكركي، يدل على الانفتاح على المساعي التوافقية، والأساس من هذا الاجتماع تأكيد ما تحقق وهو الانفتاح والإصرار والتمني على إبقاء الموقف موحداً بين المسيحيين، والعودة إلى الاجتماعات أول ما يطرأ من جديد على الساحة»، لافتاً إلى أننا «نتمنى مشاركة تيار المستقبل في الجلسات لكن عدم مشاركته لن يوقف عمليات إنهاء المسار التشريعي للمشروع الأرثوذكسي». وأكد الوزير السابق يوسف سعادة (تيار المردة) أن الاقتراح الأرثوذكسي «طرح جدي، وما زلنا على موقفنا من أن هذا الطرح يؤمن شراكة فعلية، ونحن منفتحون على أي مشروع تتوافر فيه هذه الشروط وهذا الموقف كان موقف كل الذين حضروا لقاء بكركي أمس عدا النائب بطرس حرب»، لافتاً إلى أن «الكتائب والقوات أيضاً مع الموقف المسيحي الموحد». وأشار سعادة إلى «أننا أكدنا أن الموقف المسيحي الموحد هو ما أوصلنا إلى النتيجة التي وصلنا إليها، ويجب الحفاظ على هذا الموقف حتى بمقاربة أي قانون آخر غير الأرثوذكسي».