شهدت مومباي، العاصمة الاقتصادية للهند، الخميس مواجهات بين القوى الأمنية ومسلحين لا يزالون يحتجزون رهائن بعد سلسلة اعتداءات بالتفجير والرصاص نفذت مساء الأربعاء وارتفعت حصيلة ضحاياها الخميس الى 125قتيلا. ووجه مسؤولون هنود اصابع الاتهام في هذه الاعتداءات الى مجموعات قدمت من باكستان. واعلن مسؤول عسكري هندي كبير الخميس ان المسلحين الذين نفذوا سلسلة الاعتداءات في مومباي جاؤوا من باكستان. وقال متحدث باسم البحرية الهندية ان البحرية تبحث قبالة الشواطىء الهندية عن سفن قد تكون نقلت منفذي الاعتداءات. وذكرت بعض وسائل الإعلام ان مسلحين وصلوا الى مدينة مومباي الواقعة على الساحل الغربي للهند على متن سفن سريعة. وكان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ قال في وقت سابق ان مجموعة "مقرها خارج البلاد" مسؤولة عن الاعتداءات التي ضربت عشرة اهداف. وقال ان هذه الهجمات "المحضرة والمنسقة بشكل جيد، وعلى الأرجح بمساعدة من الخارج، تهدف الى بث الذعر عن طريق اختيار اهداف مميزة وقتل الأجانب بشكل عشوائي". وتابع، في اشارة واضحة الى باكستان من دون ان يسميها، "سنفهم جيراننا اننا لن نتسامح مع استخدام اراضيهم لشن هجمات ضدنا، وان عدم اتخاذهم الإجراءات المناسبة سيكون له ثمن". وردت باكستان على لسان وزير خارجيتها الموجود في الهند بالدعوة الى الهدوء. وقال شاه محمود قريشي ان "تجربة الماضي تعلمنا ان علينا ان نتجنب التسرع في استخلاص النتائج". واضاف "علينا ان نلتزم الهدوء وان نتبادل الدعم"، متحدثا عن "تهديد ارهابي شامل" يجب مواجهته "بشكل جماعي". بينما اكد وزير الدفاع الباكستاني احمد مختار ان لا علاقة لبلاده باي طريقة من الطرق باعتداءات. وفي موسكو، ذكر مسؤول كبير في الاستخبارات الروسية ان المجموعات الإسلامية التي نفذت سلسلة اعتداءات مومباي مرتبطة بتنظيم القاعدة. ونقلت وكالة انباء "ريا نوفوستي" عن المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته قوله ان "اجهزة الاستخبارات الروسية تملك معلومات مفادها ان بعض المجموعات التي هاجمت مومباي لديها اتصالات مع القاعدة". واضاف "الأمر يتعلق بمجموعة عسكر الطيبة الإرهابية. ان مقاتلي هذه المجموعة تلقوا تدريبات في معسكرات القاعدة الموجودة على الحدود بين باكستان والهند". ونفت جماعة "عسكر الطيبة" المسلحة التي تقاتل ضد الحكم الهندي في كشمير ومقرها باكستان الخميس اي ضلوع لها في الهجمات. وكانت اصوات اطلاق النار والانفجارات لا تزال تسمع الخميس في محيط المباني التي تعرضت لاعتداءات وبينها فندقا اوبيروي ترايدنت وتاج محل اللذان كان الجيش يحاول السيطرة عليهما. وشب حريق في فندق ترايدنت-اوبيروي، سبقه سماع اطلاق نار وذلك خلال عملية للقوى الأمنية لتحرير حوالى 200شخص كانوا لا يزالون محتجزين داخل الفندق. واعلنت الشرطة التي بدأت ليلا هجوما على تاج محل انها بدأت تسيطر عليه وانها تتقدم "غرفة وراء غرفة". وقال مفوض الشرطة ايه.ان روي ان زبائن لا يزالون في فندق تاج محل، انما يبدو انه لم يعد فيه رهائن. وقال "نحن واثقون من اننا سنتمكن من هزم الإرهابيين". كما تطوق وحدات الأمن الهندية مبنى "ناريمان هاوس" الذي يضم مركزا يهوديا. وقال رئيس الاتحاد اليهودي في الهند الحاخام جوناثان سالومون ان المسلحين يحتجزون حاخاما وعائلته. إلى ذلك أعلنت السفارة الإسرائيلية في نيودلهي الخميس أن ما بين عشرة إلى عشرين إسرائيلياً هم بين الرهائن المحتجزين في مومباي. وشهدت مومباي في غرب الهند الأربعاء سلسلة اعتداءات منسقة نفذها رجال مسلحون باسلحة هجومية وقنابل استهدفوا الفندقين وثمانية اهداف اخرى بينها محطة السكة الحديد المركزية ومستشفى. وذكر شهود عيان ان المسلحين اختاروا اميركيين وبريطانيين لاحتجازهم رهائن. وتبنت الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم "مجاهدي دوكان"، نسبة الى اسم منطقة تمتد في قسم كبير من وسط الهند وجنوبها. وقال احد المسلحين المختبئين في فندق "اوبيروي ترايدنت" في اتصال هاتفي مع التلفزيون الهندي ان المجموعة تطالب بانهاء "الاضطهادات" ضد المسلمين في الهند وتحرير الناشطين الإسلاميين المعتقلين في البلاد. وروى زبون بريطاني في تاج محل راكيش باتل للتلفزيون ان المهاجمين "فتية، وكأنهم اطفال (...) قالوا انهم يريدون كل الذين يحملون جوازات سفر امريكية او بريطانية". وقالت الشرطة الهندية ان حصيلة الضحايا ارتفعت الى 125قتيلا. وبين القتلى حوالى عشرة اجانب منهم الماني وبريطاني وايطالي وياباني واسترالي. كما قتل ايضا قائد وحدة مكافحة الإرهاب في مومباي هيمانت كاركار وعشرة عناصر امنيين على الأقل.