يتهدّد الانقراض بعض أنواع الحمير في اليمن على خلفية انتشار خصيها وسوء استخدامها في أعمال شاقة جداً، وضعف الرعاية الطبيّة. ويضاف إلى هذا غياب الإحصاءات والمسوحات الرسمية عن هذا الحيوان. في ساحة القرية في مديرية بني مطر غرب صنعاء، تجمّع عدد من الرجال والنساء والأطفال جالبين معهم حميرهم لعرضها على فريق الحملة الطارئة لعلاج الحيوانات العاملة. وتهدف الحملة التي أطلقتها «المنظمة اليمنية للرِفق بالحيوان» Yemen Organization for the Protection of Animals (اختصاراً «يوبا» YOPA)، بالتعاون مع شركة «إنترشيم» الهولندية للأدوية، إلى تقديم الرعاية الصحية للحيوانات العاملة، خصوصاً الحمير. ما من شأنه الحدّ من انتشار الأمراض في صفوفها، وبالتالي تحسين دخل الأسر الريفية والتخفيف من معاناتها. وبيّنت امرأة قرويّة جاءت بحمارها إلى الساحة أنها ترغب بعرضه على الأطباء البيطريين، بعدما علمت بوصول الحملة. يوصف الحمار بالصديق القديم للإنسان. وعلى رغم مظاهر التحديث وانتشار التكنولوجيا، ما زال الحمار من أكثر الحيوانات استخداماً في اليمن، لكنه قلّما حظي برعاية صحية. واستطراداً، يميل اليمنيون إلى إهمال صحتهم، ناهيك بالاهتمام بصحة الحيوانات التي يقتنونها، وهو أمر تناولته وسائل الإعلام في اليمن في مناسبات كثيرة. وأكّد الطبيب البيطري عبدالكريم الحمادي، أحد المشاركين في الحملة، انتشار عدد من الأمراض بين الحمير مثل الطفيليات والجرب والتهابات المفاصل وغيرها. وأشارت تقديرات غير رسمية إلى وجود قرابة 700 ألف حمار في اليمن. ويستخدم الحمار في نقل الأشخاص والبضائع والمياه والمحاصيل، إضافة إلى حرث الأرض وحصد المحاصيل. كما يستخدم في نقل مواد البناء وأحياناً يستخدم كبكرة في رفع مواد بناء إلى سطوح المباني، ورفع المياه من الآبار. وفي بعض المناطق الجبلية الوعرة التي لم تربط بشبكة الطرق العمومية، ما زال الحمار هو وسيلة نقل الأشخاص والبضائع. وفي المناطق الحدودية، يستعمل هذا الحيوان في تهريب القات والمُخدّرات والسلاح. وعمد بعض المدافعين عن الحيوانات إلى استنكار استخدامها في النزاعات المُسلّحة. ووفق محمود عبدالرحمن، رئيس منظّمة «يوبا» غير الحكومية، لا تشمل المسوحات الزراعية والحيوانية الحمير التي تستبعد أيضاً من برامج الحملات البيطرية التي تنفذها جهات رسمية. وأرجع عبدالرحمن هذا الأمر إلى ضعف الوعي. وبيّن أن زيارة ميدانية ل «يوبا» أدّت إلى تقدير عدد الحمير بقرابة 700 ألف، مؤكّداً غياب أي توصيف شكلي أو جيني لها يمنياً. ويعتبر خصي الحيوانات العاملة أحد الأخطار التي تهدّد الحمير بالانقراض. إذ تشير «يوبا» إلى تناقص أعدادها بصورة مضطردة، بسبب عشوائية خصي ذكور الحمير، وانتشار الأمراض الوبائية بينها، وإهمال علاجها، وعزل ذكورها عن إناثها، والإفراط في المشقّة عليها. وثمة من يظنّ أن خصي الحمير يرجع إلى شيوع أفكار خاطئة عنها، خصوصاً من الناحية الجنسيّة.