انطلق الدكتور ياسر بن حميد الأنصاري في رحلة البحث عن تاريخ أسلافه في شتى أصقاع المعمورة في 2001، لينتهي به الحال في إنجاز كتاب فريد من نوعه. ويتحدث الكتاب عن أحوال قبائل الأنصار العريقة اليوم، والتي تعود إلى الأوس والخزرج اللتين ناصرتا الإسلام في العصر الأول من عهد النبوة وأثنى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال الأنصاري ل«الحياة» إن الفكرة جاءته بعد إنجاز أخيه الدكتور حامد الأنصاري كتاباً عن الأنصار وبطونها ومساكنها، من بداية هجرتهم من مدينة سبأ إلى نصرتهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عنوان هذا الكتاب: «الأنصار من أبناء سبأ الأوس والخزرج»، مشيراً إلى أنه عندما انتهى من الكتاب «دارت الفكرة لديّ وسألته حينها لماذا لا تعمل كتاب يكمل السلسلة لأبناء الأنصار إلى اليوم؟ لكنه رفض لما علم أنه سيكون عملاً متعباً. وحينها عقدت العزم على القيام بهذا العمل بنفسي، وأبدى كل المساعدة لي في ذلك». وتابع قائلاً إنه وضع خطه للكتاب وشروطه، «لا أكتب عن عائلة من الأنصار إلا إذا تقابلت معهم، ولها وجود على أرض الواقع، وأن أعتمد على مثبتات النسب، وهي الشهادة والإقرار والاستفاضة». وأوضح أن الكتاب قام جزء منه على رحلات ميدانية شملت السعودية ومصر والشام واليمن والسودان. كما يغطي الكتاب تدوين أخبار الأنصار في ليبيا والعراق وموريتانيا ونقل ما فيها من روايات ومصادر ووثائق ومشجرات العائلية الأنصارية. وينقسم الكتاب إلى أقسام عدة: الأول عن علم الأنساب وتعريفه، والثاني عن مثبتات النسب، والثالث عن فوائد علم النسب وأساليب التدوين، والفصل الرابع طبقات الأنساب والخامس مبادئ في علم النسب، والسادس منازل الأوس والخزرج. ودرس الدكتور ياسر المقيم في مكةالمكرمة بكالوريوس تربية فنية، وحصل على دبلوم دراسات إسلامية، وماجستير دراسات إسلامية من جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء، ودكتوراه من جامعة بيروت الإسلامية. وله مؤلف عن «الامتدادات التاريخية للقبائل الحجازية»، فيما كانت رسالة الدكتوراه بعنوان: «حياة العلامة محمد أحمد الخزرجي وآثاره العلمية في دولة الإمارات». ويتوقع أن يكون كتاب «تاريخ قبائل الأنصار في سائر البلدان والأقطار» في متناول القراء قريباً.