يعيش الجنوب الليبي أجواء توتر متنقل بين مدينتي سبها وأوباري، نتيجة القتال بين السكان العرب والطوارق من جهة، وقبيلة القذاذفة المدعومة من قبائل التبو الذين يستعينون بمرتزقة من تشاد في قتال خصومهم الطوارق في اوباري (جنوب غربي). وتمكنت قوات موالية لعملية «فجر ليبيا» معززة بعناصر من الطوارق والامازيغ المحليين من اعتقال عدد من المرتزقة التشاديين في اوباري ومصادرة سيارات وأسلحة فيما فر آخرون الى مناطق وعرة. وبعدما سجل هدوء في اوباري نتيجة اتفاق لوقف النار أُبرم بمساعدات وسطاء، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة في مدينة سبها بين القذاذفة وأولاد سليمان. وتدخل اللواء السادس في الجيش الموالي ل «فجر ليبيا» وأعلن امس اطلاق عملية عسكرية لتطهير المنطقة من المقاتلين الموالين لنظام معمر القذافي. وعلى رغم الاتفاق في اوباري، أجلت تركيا 396 عاملاً من المدينة بسبب الأوضاع الأمنية التي تمر بها منذ فترة. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن طائرة أقلّت عمالاً اتراكاً وصلت إلى مطار «أتاتورك» في اسطنبول، آتية من مطار مدينة غات على الحدود الليبية - الجزائرية. واستأجرت وزارة الخارجية التركية الطائرة لإجلاء العمال. وأكد عيسى أوز إينان مدير الشؤون الميكانيكية في شركة «انكا» التركية للإنشاءات والصناعة التي تتولى مشروع محطة كهربائية في أوباري أن للشركة عمالاً في خمس مناطق في ليبيا، وأنها قررت إجلاءهم حفاظاً على أمنهم وسلامتهم. وكانت قبيلتا التبو والطوارق في أوباري اتفقت مع باقي مكونات المدينة على تشكيل قوة حماية مشتركة لأحياء اوباري، تتشكل من 150 فرداً وتشمل كل مكونات المدينة. ونقلت وكالة أنباء «اجواء نت» عن رئيس مجلس أعيان وحكماء أوباري أحمد ماتكو أن القوة تتكون من: 50 عنصراً من التبو و50 من الطوارق و50 من بقية مكونات المدينة، مشيراً إلى أنهم اتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة من 15 فرداً آخرين مهمتهم تنظيم عمل القوة المشكلة، مبيناً أن هذه القوة مهمتها موقتة إلى حين عودة الأمن الى المدينة. وقال عميد بلدية أوباري أحمد المرتضى إن الوضع الأمني في المدينة تحسن بصورة ملحوظة منذ الاتفاق باستثناء بعض الأعمال الفردية. واتُفق على الصلح بين الأطراف المتنازعة في المدينة الخميس الماضي. في غضون ذلك، أغلق محتجون حقل جالو النفطي في شرق ليبيا واستولوا على طائرة تابعة لشركة ايطالية واحتجزوا عشرات من سائقي الشاحنات المصريين. وقال مسؤول ان المحتجين هم سكان في مدينة جالو يطالبون بتوفير وظائف لهم. وكان آخرون اغلقوا حقل «أبو الطفل» المجاور الذي تشارك فيه «المؤسسة الوطنية للنفط» وشركة «إيني» الإيطالية، وذلك في إطار موجة احتجاجات أدت الى اغلاق منشآت نفطية منذ تموز (يوليو) 2013. كما استولى المحتجون على طائرة تابعة لشركة نفط وأغلقوا مهبطاً للطائرات وطريقاً برياً مؤدياً إلى مدينة أجدابيا الساحلية القريبة من ميناء الزويتينة النفطي ومنعوا 65 من سائقي الشاحنات المصريين من مغادرة المنطقة. على صعيد آخر، علق مبعوث الأممالمتحدة الخاص برناندينو ليون على محادثات تمهيدية أُجريت في سبها اول من امس، بين اعضاء من مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق) وبرلمانيين مقاطعين لجلساته، املاً في ايجاد حل للأزمة المتمثلة في القتال بين «فجر ليبيا» والقوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي تركز في بنغازي بعد طرد حلفاء حفتر من العاصمة طرابلس في اواخر آب (اغسطس) الماضي. وقال ليون بعد الاجتماع إن الطرفين اتفقا على «الحاجة الى وقف إطلاق النار وإيصال المعونة الإنسانية لضحايا الاشتباكات الأخيرة في طرابلس والعمل من أجل فتح المطارات المغلقة بفعل القتال». وزاد: «اتفقنا على بدء عملية سياسية تعالج كل القضايا المتعلقة بعناصر الموقف في ليبيا وعمل ذلك بصورة سلمية مع دعوة قوية للغاية إلى وقف تام لإطلاق النار في أنحاء البلاد». ويرجح أن تكون هذه المفاوضات مجرد مرحلة أولية تقتصر على مجلس النواب والبرلمانيين الذين قاطعوا جلسات المجلس منذ بدء عقده في آب الماضي. ولم تشمل المحادثات الفصائل المسلحة من «فجر ليبيا» التي تواصل عملياتها العسكرية في غرب البلاد، بعد سيطرتها على طرابلس وتنصيبها حكومة برئاسة عمر الحاسي منافسة لحكومة عبدالله الثني التي عيّنها البرلمان في طبرق.