إنها حقيقة علمية ثابتة: كلما كشف الطبيب السرطان باكراً كانت نتائج الشفاء منه عالية. ويتم هذا الكشف من خلال إجراء عدد من الفحوص المخبرية والشعاعية والسريرية التي تسمح برصد الورم السرطاني قبل ظهور عوارضه وامتداده. ولا بد من الأخذ في الاعتبار أن هناك الكثير من الفحوص المخبرية التي يمكن أن تعطي نتائج كاذبة على وجود الورم، ما يجعل المريض يتخبط في دوامة من الضغوط النفسية لا مفر لتبديدها من عمل المزيد من الفحوص والتحاليل للوصول إلى كبد الحقيقية. صحيح أن المريض يتعرض إلى إجراءات طبية قد تكون مؤلمة، لكنها في النهاية تهدف إلى الاطمئنان على صحته وخلو جسمه من الأورام. وفحوص الكشف المبكر عن السرطان هي نفسها للشخص العادي والشخص المستعد، مع فارق واحد هو أنها تطبق في وقت أبكر أو في أوقات متقاربة على الشخص المستعد الذي تتوافر لديه عوامل تجعله أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان. في السطور الآتية نعرض أهم الفحوص التي ينصح بإجرائها في شكل دوري من أجل الكشف المبكر عن السرطان: سرطان عنق الرحم. الفحص: أخذ مسحة من عنق الرحم. العمر: اعتباراً من سن 25 سنة، أو بعد الزواج. التكرار: كل سنة حتى تظهر طبيعية، ثم مرة كل ثلاث سنوات حتى سن 75. سرطان الثدي. الفحص: تصوير الثدي بالأشعة. العمر: اعتباراً من الأربعين. الوتيرة: كل سنتين. الفحص الذاتي للثدي. الفحص: جس الثدي بالأصابع. العمر: اعتباراً من عمر 20. الوتيرة: شهرياً بعيد انتهاء الدورة الشهرية. سرطان الثدي. الفحص: الكشف الطبي السريري من قبل الطبيب. العمر: اعتباراً من عمر الثلاثين. الوتيرة: كل ثلاث سنوات. سرطان الرحم. الفحص: الكشف الطبي. العمر: بعد انقطاع الطمث. الوتيرة: كل سنة. سرطان القولون والمستقيم. الفحص: -1 تحري الدم الخفي في البراز. - 2المس الشرجي العمر: بدءاً من سن الخمسين. الوتيرة: كل سنة طوال الحياة. سرطان القولون والمستقيم. الفحص: منظار القولون الطري. العمر: بدءاً من الخمسين وطوال الحياة. الوتيرة: مرة كل خمس سنوات. سرطان القولون والمستقيم. الفحص: حقنة الباريوم الشرجية. العمر: بدءاً من الخمسين. الوتيرة: كل خمس سنوات. سرطان الجلد. الفحص: المراقبة الشخصية المستمرة للجلد ومن قبل الطبيب خصوصاً للشخص الذي يحمل شامات. العمر: منذ الطفولة. الوتيرة: كل سنة مرة. سرطان الخصية. الفحص: فحص ذاتي للخصيتين. العمر: منذ عمر 14 عاماً. الوتيرة: مرة كل شهر مدى الحياة. سرطان البروستاتة. الفحص: قياس العامل البروستاتي في الدم. العمر: بدءاً من الخمسين وفي عمر أبكر عند وجود عامل خطر. الوتيرة: مرة كل سنة. سرطان البروستاتة. الفحص: المس الشرجي. العمر: بدءاً من الخمسين. الوتيرة: سنوياً حتى الخامسة والسبعين. وبعد التأكد من تشخيص السرطان يتم اتخاذ الخطوات التي تسمح بتحديد نوع الورم، ودرجته، ومدى تغلغله في أطراف الجسم كي يتسنى وضع الخطة العلاجية المناسبة بأقصى سرعة. وخلال تلقي العلاج وبعده، يقوم الأطباء بإجراء العديد من الفحوص والتحاليل بشكل دوري، لمراقبة تطورات المرض، وتقصي ومراقبة مسار المعالجات المستخدمة، وسلوك الأورام تجاهها، وكذلك مدى نجاعتها وآثارها الجانبية، إضافة إلى الآثار المحتملة على وظائف الأعضاء الحيوية في الجسم. إن الكشف المبكر للسرطان يسمح بتوفير أفضل علاج ناجح له من معظم الحالات، وحتى لو تم كشف الورم في المراحل المتقدمة، فإنه يمكن عمل الكثير للتخفيف من العوارض، وتلطيف المعاناة، وإطالة فترة البقاء على قيد الحياة. وحري بنا أن نعرف أن نسبة ثلثي السرطانات يمكن تجنبها بتجنب التبغ، وتناول غذاء صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتفادي شرب الكحوليات، وعدم المبالغة في التعرض للشمس، وإجراء الفحوص الدورية بالوتيرة المطلوبة. تحاليل دلالات الأورام انها عبارة عن فحوص مخبرية تجرى على عينة من الدم يمكن بواسطتها التوصل إلى التشخيص المبكر للسرطان، ومتابعة تأثير العلاج وقياس مدى استجابة المريض. وفي شكل عام يمكن القول إن الدلالات الورمية لا تستعمل في التشخيص المبكر إلا في حالات نادرة مثل سرطان البروستاتة. ودلالات الأورام هي مواد تفرز في الدم وفى البول، أو في سوائل الجسم من أورام معينة أو نتيجة تفاعل الجسم مع هذا الورم . ووجود مثل هذه الدلالات المختلفة يدل على نوع الورم . وبعض هذه الدلالات قد يطرح في الدم بكميات قليلة من الخلايا الطبيعية غير السرطانية نتيجة تفاعل هذه الخلايا مع الجسم. ودلالات الأورام هي بمثابة مرآة للطبيب يطل من خلالها على السرطان لتساعده في تحديد نوعه، أو مكان وجوده ، أو رصد إنتشاراته المبكرة ، أو مراقبة انتكاسه. [email protected]