وجه أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان عدداً من الإدارات الحكومية المعنية بسلامة المعلمات والحد من الحوادث المرورية بتشكيل لجنة لإعداد تقرير يشخص المشكلة ومعرفة أسبابها، وطرق علاجها، ورفع التقرير إلى وزير الداخلية. وأوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة المدينةالمنورة محمد سيف أن هذا التوجيه بعد تكرار الحوادث المأسوية التي تتعرض لها معلمات المدارس في المنطقة، مؤكداً أن التقرير سيكون جاهزاً للعرض خلال 24 ساعة. وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن المعلمة روعة عبدالعزيز (29 عاماً) خرجت من المستشفى بعد أن تلقت العلاج اللازم وتماثلها للشفاء، فيما لا تزال المعلمتان نجلاء الجهني وسمر الشريف تتلقيان العلاج اللازم في المستشفى بعد إصابتهما في الحادثة المرورية التي تعرضن لها أول من أمس وراح ضحيتها ثلاث معلمات من زميلاتهن، لافتة إلى أن سائق المركبة محمد البناء (26 عاماً) أجريت له أكثر من ست عمليات جراحية، ولا تزال حالته الصحية خطرة. من جهته، أوضح مدير شعبة السلامة العقيد عمر النزاوي أن التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة أسباب وقوع الحادثة، وأن لجنة التحقيق تنتظر شفاء السائق لأخذ أقواله حول الحادثة، فيما أوضح مصدر مطلع أنه في مثل هذه الحالات من الحوادث «انقلاب المركبة» فإن نسبة الخطأ تسجل على السائق بنسبة 100 في المئة. وتحدثت مديرة مجمع مدارس السريحة نوال الغيداني إلى «الحياة» بصوت تخالجه نبرة حزن، وقالت «إننا نعيش في حالة نفسية سيئة، بفقدان زميلات لنا نسأل الله أن يرحمهن ويربط على قلوب أهاليهن ويتقبلهن في عداد الشهداء». وأوضحت الغيداني أن المعلمات يعملن في مجمع مدرسي يضم المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وأن معلمات الفصل يباشرن العمل في المدرسة عبر مركبتين الأولى تتسع لثماني معلمات، بينما المركبة الأخرى تقل ست معلمات، إذ تقطع المعلمات نحو 480 كيلو متراً بشكل يومي للوصول إلى المدرسة. وأفادت بأن المعلمة الراحلة غدير الردادي تعمل مرشدة للطالبات ولها جهود متميزة داخل المدرسة، وقدمت قبل الحادثة بيوم ندوة عن «الصلاة» بالتعاون مع مجموعة من الطالبات، إذ كانت من أشد المعلمات فرحاً بورود اسمها ضمن حركة النقل الخارجي لتباشر ذلك مطلع السنة المقبلة داخل المدينة بجوار أهلها بعد معاناة من قطع المسافات، بيد أن القدر كان أسرع في نقلها إلى جوار ربها. وأوضحت أن المعلمة عواطف الجهني كانت هي الأخرى فرحة بنبأ ظهور اسمها ضمن حركة النقل الخارجي لتباشر عملها المدرسي داخل المدينةالمنورة السنة المقبلة، لافتة إلى أنها زينت فصلها الدراسي باللوح قبل الحادثة بيوم، وكأنها تعمدت أن تترك أثرها في المدرسة، بينما كانت المعلمة ليلى الردادي تشتاق بين الفينة والأخرى إلى انتقال دوامها داخل المدينة لتعيش بجوار ابنتها التي لم تتجاوز العام ونصف العام، وكانت تشتاق إليها كثيراً وتتحدث عنها مع زميلاتها، كما أنها كانت هي المسؤولة عن الإذاعة المدرسية. وكانت مركبة تقل ست معلمات تعرضت لحادثة مرورية على طريق الهجرة أول من أمس، أسفرت عن وفاة ثلاث معلمات، وإصابة ثلاث أخريات وسائق المركبة، اثنتان منهن في حالة حرجة، نقلتا على إثرها إلى مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة لتلقي العلاج. يذكر أن منازل عوائل المعلمات المتوفيات اكتظت بالمعزين الذين قدموا من أحياء المدينةالمنورة المختلفة، لمواساة أهالي المعلمات بفقدان بناتهم.